ساعات قليلة حتى استفاق زعيم «أنصار الله» من هول الصدمة، وتبدلت خطاباته الثلاثة خلالها من نبرة مناشدة لحليفه علي عبدالله صالح بـ«الكف عن التهور اللامسؤول» إلى طمأنة أنصاره، إلى العودة للحديث من موقع المنتصر.
لقد كانت كانت «الرقصة الأخيرة» لصالح، ليسقط أرضاً، بعد أن إستعادت «أنصارالله» السيطرة على صنعاء.
وأكدت مصادر ميدانية وشهود عيان لـ«العربي» عودة الحياة الطبيعية إلى معظم شوارع وأحياء العاصمة بعد اشتباكات متفرقة مع أتباع صالح، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين وعدد من المدنيين. انتشرت بعدها نقاط التفتيش التابعة للحركة في الشوارع الرئيسية والفرعية، واحتشد صباح اليوم المئات من «أنصارالله» في مديرية معين مطالبين بمحاكمة صالح.
كما أكدت مصادر موثوقة لـ«العربي» أن «أنصار الله تترصّد مكان تواجد صالح الذي رجّحت اختفاءه في صنعاء، والمحت إلى تسليم قائد حرسه الخاص العميد طارق محمد عبدالله صالح نفسه لمسلحي الحركة.
لم يكن العميد طارق الوحيد الذي سلم نفسه، فقد أفصحت المصادر أن عشرات من القيادات في حزب صالح، وكذا شخصيات إجتماعية ورتب رفيعة سلمت نفسها لـ«أنصارالله» التي أودعتهم سجوناً خاصة للتحقيق معهم تمهيداً لمحاكمتهم.
المشرقي وجليدان 
قطع الطريق الرابط بين صنعاء وصعدة في مديرية خمر بمحافظة عمران صباح أمس من قبل مسلحين قبليين موالين لصالح، ويقودهم الشيخ مبخوت المشرقي. ومع حلول المساء تمكنت «انصارالله » من إعادة فتح الطريق ومحاصرة منزل الشيخ المشرقي الذي سلم نفسه لمسلحي الحركة فجر اليوم، ليقوموا بعدها بنسف المنزل.
وكشفت مصادر موثوقة لـ«العربي» أنه تم ايداع الشيخ المشرقي، في سجن ادارة أمن محافظة عمران بعد أن قتل من اتباعه في منزله الشيخ محمد الهبيلة، وعلي حمود المشرقي.

وفي مديرية الصنعانية بمحافظة عمران توجهت قوة من «أنصارالله»، وقامت بقصف منزل الشيخ علي حميد جليدان، بقذائف «آر . بي . جي»، وأفادت مصادر خاصة بأن الشيخ جليدان لم يكن متواجداً في منزله ، مرجحةً إعتقاله من قبل الحركة في منزله بحي الصافية بصنعاء.
هذا وتجوب محافظة عمران اليوم عشرات الأطقم التي تقل مسلحين من «أنصارالله» الطرق والمدن الرئيسية مع عودة مظاهر الحياة الطبيعية في عموم الممحافظة.
حجة 
وفي محافظة حجة قالت المصادر لـ«العربي» إن «أنصارالله» أعادت فتح الطريق الذي يربطها بمحافظة عمران، والذي كان قد قطعه مسلحين قبليين موالين لصالح في نقيل الخذالي.
كما أكدت مقتل ضابط يدعي الزرقة على يد مسلحي الحركة والذي قاد محاولة انتقاضة على «أنصارالله» في مدينة حجة، مؤكّدة أن الحركة تحكم سيطرتها الآن على كامل المحافظة بإستثناء أجزاء من مديرية ميدي التي تسيطر عليها قوات موالية لـ«لتحالف» والرئيس هادي.
تحت السيطرة 
وفي المحويت قالت المصادر لـ«العربي» إن المحافظة لم تشهد أي تمرد على أنصار الله.
وبشأن محافظة الحديدة، أكدت المصادر أن الحركة أخرجت عشرات الأطقم إلى شوارع مركز المحافظة وساحلها ومينائها، وأن الهدوء يسود كامل الحديدة.
وفي محافظة إب، أكدت مصادر لـ«العربي» أن اجتماعاً عُقد الليلة الماضية برئاسة المحافظ عبدالواحد صلاح، وضم قيادات محلية وكبار الشخصيات الإجتماعية وتوافق الجميع على التزام الحياد وتجنيب المحافظة الفوضى والتخريب.
وبالإنتقال إلى محافظة ذمار فقد أعادت «أنصارالله» فتح الطريق الذي يربطها مع صنعاء في نقيل يسلح، كما اعتقلت العشرات من أتباع صالح الذين حاولوا أمس اقتحام عدد من المرافق العامة في مركز المحافظة، ونسفت منزل شيخ قبلي موالٍ لصالح يدعى التوعري.
عجز التحالف 
وفي محافظة البيضاء، أفادت المصادر لـ«العربي» انسحاب مسلحي «أنصار الله» من مركز المحافظة الليلة الماضية وانتشار مسلحين تابعين للشيخ ياسر العواضي المقرب من صالح في شوراع المدينة.
هذا ولم يتمكن «التحالف» وقوات هادي من تحقيق اختراق في الجبهات التي تقاتل ضد «أنصارالله» رغم ترقّب المتابعين لإستغلال «التحالف» للصراع بين الحركة وحزب «المؤتمر».
وكان طيران «التحالف» قد شن الليلة الماضية سلسلة غارات على صنعاء تركزت على معسكر السواد وعطان، كما قصف بـ4 غارات في مديرية خمر بمحافظة عمران وبعارتين في مديرية حرف سفيان.
ويبقى المشهد مفتوحاً لتطورات الأحداث وتداعياتها في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة «أنصارالله» ومصير المئات الذين اعتقلتهم الحركة خلال ال 48 ساعة الماضية ومستقبل الشراكة مع «المؤتمر»، وقبل ذلك مصير صالح الذي لم تستبعد المصادر اختفاءه مثل الجنرال العراقي عزة الدوري.