منبر كل الاحرار

بتوجيهات رئاسية .. شحنة أموال مطبوعة تهدد الاقتصاد في عدن

الجنوب اليوم | خاص

 

تواجه الحكومة الموالية للتحالف أزمة مالية كبيرة، قد تضعها عاجزة عن الوفاء بأهم التزاماتها، في وقت فشلت محاولاتها، حتى الآن، في الحصول على تمويل من عدة جهات دولية، الأمر الذي وضع مجلس القيادة الرئاسي أمام خيارات محدودة أبرزها التوجة نحو العملة المطبوعة رغن مخاطرها الكبيرة على سعر صرف العملة وعلى الوضع المعيشي في المحافظات الجنوبية والمتمثلة توجيه العليمي البنك المركزي في عدن باستقدام شحنة مالية ضخمة تقدر بمئات المليارات من العملة المطبوعة والتي تتواجد منذ سنوات في ميناء جدة، بعدما فشلت مساعي البنك في الحصول على تمويلات من مصادر محلية وفشل المزادات العلنية التي أعلنها البنك خلال الفترة الماضية في الحصول على سيولة تغطي التزامات الحكومة من نفقات تشغيلية ومرتبات.
وخلال الأسابيع الماضية عقدت قيادة البنك في عدن ووزارة التخطيط في حكومة بن مبارك عدة لقاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في العاصمة الأردنية “عمّان” ، وفي اللقاءات حذر البنك الدولي من إفلاس حكومة عدن ، وحثها على اتخاذ إجراءات حقيقية تسهم في الحد من معدل الانفاق الجائر والتوجة نحو اتخاذ خطوات عملية تنهي الانقسام مع صنعاء وتسهم في إعادة تصدير النفط الخام.
ورغم حصول حكومة بن مبارك على دفعة ثالثة من المنحة السعودية التي أعلنت أواخر العام الماضي والمقدرة بنحو مليار و٢٠٠ مليون دولار ، ووفقا لمصادر مصرفية فإن حكومة عدن استلمت نحو ٣٥٠ مليون دولار في أبريل الماضي من السعودية يضاف إلى استكمال وحدات الدعم الخاصة المقدمة من البنك الدولي المقدرة بنحو ٢٥٠ مليون دولار ، الا أن تلك المنح المالية والقروض التي حصلت عليها حكومة بن مبارك ، فشلت في وقف انهيار سعر صرف العملة المطبوعة في المحافظات الجنوبية خلال الأسابيع الماضية ، ورغم قيام بنك عدن بإعلان اربعة مزادات في اقل من شهر لبيع مايقارب ١٢٠ مليون دولار من الاحتياطات الأجنبية في مسعى منه للحصول على سيولة مالية من العملة المحلية بهدف سد عجز الموازنة نتيجة تراجع معدل الإيرادات وارتفاع النفقات ، الا أن مستوى الإقبال على المزادات من قبل البنوك التجارية والتجار كان ضعيف ، ولم يحصل البنك في عدن على ما تم التخطيط له ، فاتجة لإعلان سندات حكومية طويلة وقصيرة الأجل بفوائد كبيرة تترواح مابين ١٨- ٢٠% ، مقابل الحصول على 10 مليار دولار بشكل مبدئي حتى الثالث من الشهر القادم .
هذه الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها حكومة عدن لم تقابل بوقف السفريات الخارجية لمسؤولي تلك الحكومة ووقف صرف مرتبات كبار موظفيها المتواجدين في الخارج بالعملات الأجنبية والتي تصل شهريا إلى 90 مليون دولار وفقاً لمصادر اقتصادية ، بل استمرت في هدر الموارد ولم تتخذ أي إجراءات تقشفية تعكس اهتمامها بالانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى انهيار في الملف الإنساني وقاقم أوضاع الملايين من اليمنيين في مختلف المحافظات الجنوبية نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاساسية مقابل تراجع القيمة الشرائية للعملة المحلية .
أمام هذا لأزمة المركبة كونها مالية ونقدية تعانيها حكومة عدن وبنكها الذي فقد السيطرة الكاملة على الكتلة النقدية التي صارت خارج نطاق سيطرة القنوات المصرفية الرسمية ، يقول مصدر مطلع ،أن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي وعدد من أعضاء المجلس (باستثناء المجلس الانتقالي الجنوبي) ، اقروا اللجؤ لمصادر تضخمية لمواجهة الأزمة ، ووجهوا بنك عدن بسرعة ا استقدام عشرات الحاويات التي تحتوي على عملة مطبوعة من فئتي ٥٠٠ – و١٠٠٠ ريال المطبوعة تقدر الشحنة المالية ، تتواجد منذ سنوات في حاويات بميناء جدة بمئات المليارات من الريالات ، وإدخالها إلى البنك المركزي لمواجهة التزامات الحكومة المالية ، على أن يتم ضخها ابتداء من شهر يونيو المقبل للحد من أزمة الحكومة ، وبرر العليمي والأعضاء المؤيدون له هذه الخطوة الكارثية التي ستدفع بأسعار صرف العملة المطبوعة إلى تسجيل المزيد من الانهيار أمام العملات الأجنبية في أسواق تلك المحافظات، بضرورة استمرار الإنفاق الحكومي على الأولويات التي لا يمكن تأخيرها في ظل تراجع الموارد الحكومية وانعدام السيولة لدى البنك المركزي، بعد أن أفرغت خزائن البنك خلال الفترة الماضية لتغطية تلك الأولويات، بدون أن يلجأ للإصدار النقدي الجديد، وهو الأمر الذي لم يعد ممكناً بدونه تسديد التزامات الحكومة.
وتابع المصدر أن إدارة البنك في عدن تعمل على تنفيذ التوجيهات الرئاسية،وهي بصدد استكمال جراءات شحن وتوريد الإصدار النقدي الجديد، ويتوقع دخول أولى الدفعات بعد أيام أي مطلع يونيو المقبل.
ولفت المصدر إلى أن اللقاء الذي جمع السفير السعودي محمد ال جابر ، برئيس الحكومة بن مبارك ومحافظ مركزي عدن ، الأسبوع قبل الماضي ناقش هذه الخطوات .
وكان رئيس الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، أحمد عوض بن مبارك، قد ارجع في مقابلة أجرتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية،قبل أيام خلال تواجده في لندن، معاناة حكومتة المالية إلى تراجع الموارد ووقف صنعاء تصديرالنفط الخام للخارج ، فيما كان سلفه معين عبد الملك قبل إقالته في فبراير الماضي، قد اعترف بعجز حكومته عن دفع مرتبات موظفيها إذا لم تحصل على الدعم وذلك خلال زيارة سابقة له إلى قطر ، وكرر ذلك العليمي في حوار صحفي مع فتاة الحدث ، مؤكدا أن الحكومة في عدن عجزت عن صرف مرتبات سبتمبر الماضي ، وفي هذا الاتجاه فشل بنك عدن في الوفاء بالتزامات الحكومة في صرف المرتبات وتاخر صرف المرتبات لعدة أشهر مطلع العام الجاري .
من جانبه، قال نائب المدير التنفيذي لكاك بنك، شكيب عليوة، الخميس الماضي، إن البنك المركزي في عدن خزائنه فارغة من النقد المحلي والأجنبي، منتقداً السياسات التي أدت إلى وصول سعر الدولار في مناطق الحكومة اليمنية إلى 1755 ريالاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com