ما وراء تحركات رئيس الانتقالي في الجنوب وما نتائج زياراته؟
الجنوب اليوم | خاص
خاضت الإمارات العربية المتحدة برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالى لها، عيدروس الزبيدي، بتنفيذ زيارات ميدانية استعراضية في ظاهرها تهدف إلى تعزيز نفوذ الانتقالي والسلطات الموالية لأبوظبي، خاصة التابعة لجناح المؤتمر الشعبي العام الموالي للإمارات. الزيارات الميدانية التي حاول الزبيدي من خلالها إثبات حضوره كسلطة أمر واقع في المحافظات الجنوبية بعد تصاعد موجة السخط الشعبي ضده نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في الجنوب.
قوبلت هذه الزيارات بسخرية واسعة من الشارع الجنوبي ومن الناشطين والكتاب الجنوبيين الذين تساءلوا عن نتائج تلك الزيارات وأهدافها، وأثرها على المواطن الجنوبي.
وعوضا عن الحديث عن إنجازات الزبيدي وما حملة للمواطنين في زياراته التي حرص على أن تكون استعراضية أكثر منها خدمية، فالزبيدي لم يعلن عن افتتاح أي مشروع في أبين ولحج وشبوة، ولن يفتتح أي مشروع في المهرة خلال زيارته لها.
وحرص على اصطحاب عشرات المدرعات والآليات العسكرية خلال تلك الزيارات في محاولة منه لإشعار المواطنين بأنه من يملك القوة والنفوذ وأنه السلطة الحقيقية، إلا أنه يعلم أن السلطات الحقيقية هي المسؤولة عما يعانيه المواطن الجنوبي في مختلف المحافظات، ومن مسؤوليتها تخفيف معاناته، وليس العكس.
فالزبيدي الذي يلجأ إلى الشارع عندما تشتد الصراعات في أوساط الحكومة التي يشارك فيها والمجلس الرئاسي الذي يشغل منصب نائبه، هذه المرة وجد مدى تراجع شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الجنوبية، وأدرك بأن الحاضنة الشعبية التي كانت واسعة قبل سنوات تراجعت حتى في أوساط أعضاء وقيادات الانتقالي الميدانيين. إلا أنه يواصل التحرك دون مبالاة بردود الأفعال الشعبية، غير مكترث بفقدان الثقة بين أبناء الجنوب وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، كونه يتعامل كحاكم معين من الإمارات ومدعوم من مشايخها، وينفذ أجنداتها ويعمل من أجل مصالحها فقط.