ناشط جنوبي يلقى حتفه تحت التعذيب بعد شهرين من الاحتجاز السري في عدن

الجنوب اليوم | عدن

لقى الناشط السياسي أنيس الجردمي، رئيس مجلس اتحاد الجنوب العربي، مصرعه صباح اليوم الإثنين في مستشفى العربي الحديث بمدينة عدن، متأثراً بإصابات ناجمة عن تعذيب ممنهج أثناء احتجازه في سجن سري تديره قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

ووفقاً لمصادر طبية وحقوقية، تعرض الجردمي (45 عاماً) خلال شهرين من الاحتجاز لصنوف قاسية من التعذيب شملت الضرب المبرح، الصعق الكهربائي، والحرمان من الطعام والماء، قبل أن ينقل إلى المستشفى في حالة حرجة مطلع يونيو الجاري حيث لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم.

وكانت قوات غير معروفة قد اقتحمت منزل الجردمي في عدن يوم 1 أبريل 2025 واعتقلته دون مذكرة قضائية، حيث اختفى في مكان سري لمدة شهرين كاملين. مصادر طبية في مستشفى العربي كشفت أن الجثة حملت آثار كسور متعددة وحروقاً ناجمة عن الصعق الكهربائي، مع علامات سوء تغذية حاد.

هذه الحادثة أثارت موجة غضب عارمة في الأوساط الحقوقية، حيث دعا ناشطون إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، مع مطالبات بإغلاق السجون السرية التي تنتشر في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي. وتأتي الوفاة في وقت تشهد فيه عدن تصاعداً ملحوظاً في حالات الاختفاء القسري بحق معارضين سياسيين.

يذكر أن الضحية كان من أبرز الأصوات المطالبة بحقوق الجنوبيين، وقد تعرض لعدة اعتقالات سابقة بسبب مواقفه السياسية. وتنفيذاً لوصية عائلته، من المقرر تشريح الجثة في مستشفى جامعي تحت إشراف أطباء قانونيين مستقلين لتوثيق آثار التعذيب قبل الدفن.