زين عيديد يكتب / عدن لم تعد صالحة للبقاء
الجنوب اليوم | مقال
بقلم: زين عيديد
عدن لم تعد صالحة للبقاء .. فالهجرة منها اصبحت واجبا على من استطاع اليها سبيلا .. فحين يصبح البقاء في ارض ما ظلما للنفس والاهل .. وذلا بعد عز .. وفتنة في الدين .. وبلاء في الدنيا .. فإن الرحيل منها لا يعود خيارا .. بل يصبح واجبا شرعيا واخلاقيا ..
عدن اليوم لم تعد تلك المدينة الطيبة التي كنا نعرفها .. بل صارت مستنقعا للفساد .. مرتعا للامراض .. سجنا مفتوحا للفقر .. ومسرحا لانعدام الامن وانتهاك الحرمات .. حتى المساجد لم تسلم فاقتحمت بيوت الله بنعال من يفترض بهم ان يكونوا حماة الامن فهل بعد هذا من نذير ..!!
يعني الى متى نظلم انفسنا ونظلم اولادنا ببقائنا ..!؟ البقاء في عدن رغم القدرة على الهجرة صار نوعا من الاستئثار بالعذاب وظلم النفس الذي حذر منه القران الكريم بقول الله تعالى .. إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ ظَالِمِیۤ أَنفُسِهِمۡ قَالُوا۟ فِیمَ كُنتُمۡۖ قَالُوا۟ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰسِعَةࣰ فَتُهَاجِرُوا۟ فِیهَاۚ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٩٧]
وعندما اشتد الاذى على النبي ﷺ في مكة لم يتشبث بها ولم يقل هنا ولدت وهنا اموت وهي اشرف بقاع الارض .. بل خرج مهاجرا الى المدينة طلبا للسلامة واقامة الدين .. قال ﷺ .. مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ ..
عدن اليوم ليست دار اقامة بل دار فوضى .. لا كهرباء .. لا ماء .. لا دواء .. لا كرامة .. لا امان .. بل اصبح فيها الباطل سلطانا .. والحق مطاردا ..
فاشتي اعرف ليش نبقى ..؟ لاجل حنين ..؟ والا هو عناد؟! لكل من يقرأ وهو بعدن ولديه قدرة للهجرة .. اتق الله في نفسك في زوجتك .. في اطفالك .. لا تكن ممن قال عنهم الله ظالمي انفسهم فالله يسألك يوم القيامة لما لم تفر بدينك واهلك ..؟! فالهجرة من الفتن نجاة وليست خيانة .. والسفر من مواطن الموت لا يعد هروبا بل احياء للنفس التي كرمها الله ..
فلعل الله يبدلك دارا خيرا من دارك وحياة اكرم من حياة الذل والتوهان ..