السقلدي يكتب / السعودية ترسخ وجودها في حضرموت…والمجلس الانتقالي الجنوبي يقف صامتا مشدوها.
الجنوب اليوم | مقال
كتَبَ/صلاح السقلدي
استطاع خصوم المجلس الانتقالي الجنوبي الذين يتشارك معهم السلطة في عدن من تشتيت جهوده و تغيير أولوياته بدعم وسند خليحي و سعودي بالذات حتى يتسنى لهم جميعا الإجهاز على القضية الجنوبية والسيطرة على محافظات إستراتيجية مثل حضرموت والمهرة بغطاء سعودي ورضاء أمريكي اوروبي.
اليوم وفي غمرة انشغال الانتقالي بالحرب الخدمية في عدن وسائر المحافظات الأخرى يتم استكمال السيطرة على حضرموت بدعم مالي وسياسي واعلامي سعودي من خلال مواصلة اغرغقها بتشكيلات عسكرية وقبَلية وأمنية،كان آخر ما اُعلن عنه اليوم من تشكيل ألوية عسكرية تتبع مكون حلف حضرموت لقطع الطريق على المجلس الانتقالي وباقي القوى الأخرى ولإحكام السيطرة السعودية ومعها بالطبع السيطرة الغربية على هذه المحافظة العملاقة وبما تكتنزه من تاريخ و ثروات ومقدرات ضخمة وجغرافيا استراتيجية مترامية الأطراف تطل على بحر العرب .
انكفاء الانتقالي على نفسه في مساحة جغرافية محدودة وانغماسه في ملذات نعيم المناصب سيفقده حضرموت ومعها بالضرورة المهرة، وإن تم هذا المخطط سيعني بالتاكيد تمزيق الجنوب وقصم خاصرته وبالتالي ضياعه وسقوط الانتقالي تبخر ثورته ، فلا جنوب بدون حضرموت،وسيتحمل بالتالي الانتقالي المسئولية التاريخية و الأخلاقية لهكذا سيناريو مرعب وخطير يتم هندسه.
نقول هذا ونحن نتمنى ألّا يحدث ونتوخى من المجلس الانتقالي إلاء حضرموت اهتماما خاصا ومساعدة أهلها على استعادة حقوقهم المنهوبة وتمكينهم من إدارة محافظتهم بأنفسهم واجلاء باقي القوات العسكرية عن المحافظة… كما لا زلنا نأمل من الانتقالي صحوة سياسية ومراجعة شاملة لعلاقته بالقوى والأحزاب التي يشاركها السلطة ، ومراجعة علاقته مع التحالف الذي يكيد له وللجنوب المكايد ويرسخ اطماعه جهارا نهارا تحت غطاء مخادع اسمه إستعادة الشرعية.
فهل يصحو المجلس الانتقالي من غيبوبته قبل فوات الآوان أم سيكرر خطأ وخطيئة الحزب الإشتراكي ؟.
*صلاح السقلدي