المهرة تغرق في دوامة الأزمات: الخبز يصبح رفاهية والوقود يختفي في ظل صمت السلطات
الجنوب اليوم | خاص
تسجل محافظة المهرة مشهداً كارثياً بامتياز حيث تتلاحق الأزمات كالقصف المتتالي على المواطنين العزل. ففي الوقت الذي وصل فيه سعر الرغيف إلى 100 ريال يمني (بعد أن كان ب20 ريالاً قبل أشهر قليلة)، اختفت تماماً مشتقات الوقود من المحطات، محوّلة حياة السكان إلى جحيم لا يطاق.
المشهد في أسواق المهرة يكشف مأساة مزدوجة: من ناحية، خيام طوائف أمام الأفران تنتظر دورها للحصول على رغيف بالكاد يكفي لسد رمق العائلة، ومن ناحية أخرى، طوابير سيارات خاوية الوقود تتراص أمام محطات الوقود المغلقة منذ أيام. السوق السوداء تفرض سيطرتها بلا منازع، حيث أصبحت أسطوانة الغاز بـ50 ألف ريال، ولتر البنزين يتجاوز 2000 ريال.
الأزمة لا تقتصر على الخبز والوقود، بل تمتد لتشل كل مناحي الحياة: انقطاع الكهرباء 16 ساعة يومياً جعل المستشفيات تعمل بقدرات طارئة، والمدارس تحولت إلى غرف مظلمة خانقة، حتى المقاهي الشعبية التي كانت ملاذ الفقراء أغلقت أبوابها.
المفارقة الأكثر إيلاماً أن هذه الكارثة الإنسانية تتزامن مع صمت مطبق من المسؤولين المحليين الذين يبدو أن همهم الوحيد هو تبرير فشلهم المتواصل. بينما المواطنون يبيعون أثاث منازلهم لشراء رغيف الخبز، لا تزال تصريحات المسؤولين تكرر نفس العبارات الجوفاء عن “الجهود المبذولة” و”الحلول القريبة”.
الخبراء يحذرون من أن المهرة تقف على حافة انهيار إنساني كامل، حيث أن 80% من سكان المحافظة أصبحوا يعتمدون على المساعدات العشائرية لتأمين أبسط ضروريات الحياة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي والإقليمي تجاه معاناة شعب يدفع ثمن حرب لم يخترها؟