منبر كل الاحرار

٣١ عام من العبث.. نظام ٧/٧ يستكمل تدمير الجنوب برعاية خليجية.

الجنوب اليوم | تقرير

٣١ عاماً مضى على تاريخ ٧/٧ الأسود الذي انقلب فيه نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وشركائه على الوحدة اليمنية، باجتياحهم مدينة عدن بقوات عسكرية شاركت فيها القوى المتطرفة التي أحلت سفك الدم الجنوبي كحزب الإصلاح الذي يشارك اليوم بعد ٣١ عاماً في الحكم من قصر المعاشيق في عدن، يضاف إلى تكتلات سياسية وقبلية، شاركت صالح في اجتياح الجنوب واستلاب ثرواته وتقاسم خيراته وحولت الجنوب إلى غنيمة حرب، تم تقاسم كل شيء في المحافظات الجنوبية بين شركاء حرب صيف ٩٤.

اليوم وبعد ٣١ عاماً، هل توقف عبث جماعات ٧/٧ بالجنوب أم لا؟ يبدو أن تلك الجماعات لم تتوقف عن العبث بالجنوب، بعد سنوات من رحيلهم من شمال اليمن إلى جنوبه كان اختيارهم لمدينة عدن كعاصمة بديلة لعاصمة الوحدة، ومنها تم استكمال ما لم يقم به نظام صالح بعد سقوطه في العام ٢٠١١، بثورة شبابية، عملت الأحزاب السياسية التي شاركت في اجتياح الجنوب على إجهاضها واكتفت بالسيطرة على السلطة لتنتقل من دور المعارض إلى الحاكم، وها هي اليوم تشارك في حكم الجنوب وليس الشمال الخارج عن سيطرتها منذ عشر سنوات. إذاً ما هي ملامح العبث التي تقف خلفها جماعات ٧/٧ في الجنوب؟

– تحويل الجنوب إلى حاضنة للمليشيات العسكرية على حساب القوات المسلحة الجنوبية، وضلوع نظام ٧/٧ بحرف مسار الحراك الجنوبي السلمي من طابعه السلمي الحقوقي إلى طابع الحراك المسلح وتحويل أبناء الجنوب إلى وقود حرب عبثية الهدف منها إعادة قيادة حرب صيف ٩٤ إلى السلطة في صنعاء، ومع فشل إعادة تلك القوى إلى صنعاء تم إعادتهم إلى مدينة عدن التي كانت عاصمة الجنوب وصارت مقراً وعاصمة مؤقتة لنظام ٧/٧.

– استكمال نظام ٧/٧ بعد ٣١ عاماً عملية تدمير الجنوب وضرب ما تبقى من حياة فيه، وذلك من خلال قيام ذلك النظام الذي يستقوي بالنظامين السعودي والإماراتي في البقاء في الجنوب، وقامه بضرب سعر صرف العملة وإنهاء حياة أبناء الجنوب وإشغالهم في لقمة العيش وفي حقهم بالحصول على أدنى الخدمات، وكانت من نتائج سياسة التجويع الممنهجة تراجع سقف مطالب أبناء الجنوب السياسية من حق إعادة الدولة إلى ما قبل تاريخ ٢٢ مايو ١٩٩٠، إلى رفع مطالب حقوقية تتعلق بحق وقف انهيار العملة والاحتفاظ بحق العيش الكريم، وحق أبناء الجنوب في الحصول على الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.

– تدمير ما تبقى من مقدرات وطنية في الجنوب مثل إيقاف مصافي عدن وتعطيل موانئ عدن وموانئ النفط والغاز في شبوة وحضرموت وتعطيل موانئ المهرة، يضاف إلى بيع قطاعات نفطية من الباطن في شبوة وحضرموت بعد فشل نظام ٧/٧ في استخراج الثروات ونهبها، كذلك بيع ذلك النظام موانئ وثروات معدنية لشركات أجنبية.

مظاهر التدمير واستكمال تدمير الجنوب من قبل نظام ٧/٧، لم تتوقف منذ سنوات، فمعظم الأحزاب السياسية والتكتلات التي تقف اليوم إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي وتتموضع في المحافظات الجنوبية شاركت في تاريخ ٧/٧ باجتياح الجنوب وتمارس أدواراً تدميرية في عدن والجنوب، والدليل على ذلك بسيط، فمثلاً، لماذا لم يشكو سكان مأرب من انقطاع خدمة الكهرباء في المحافظة الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الذي أيد اجتياح الجنوب في حرب صيف عام ١٩٩٤، ولم تتوقف التنمية في مأرب كما توقفت في مدينة عدن، ولماذا لم تتوقف الكهرباء في المخا الواقعة تحت سيطرة عضو المجلس الرئاسي، طارق صالح الذي اتخذ من منطقة بئر أحمد في عدن منطلقاً لعودته لقيادة مجاميع مسلحة بعد هروبه من صنعاء أواخر العام ٢٠١٧، في أعقاب فشل انقلاب عمه صالح على شركائه الحوثيين، إلا أنه فشل في الانقلاب ولم ينجح كما جرى في صيف عام ١٩٩٤ عند انقلابه على شركاء الوحدة.

رغم أن المخا غير نفطية ومقومات المدينة أقل بأضعاف من مدينة عدن، ولكن الفرق واضح والنهج واضح والعقاب الذي تواجهه عدن واضح أيضاً، فالكهرباء تعمل على مدى ٢٤ ساعة في مأرب والمخا ولا تعمل في شبوة النفطية وفي حضرموت أيضاً، والأمن مستقر في مأرب والمخا وغير مستقر في عدن وأبين وشبوة وحضرموت، والمصافي تعمل في مأرب رغم قلة طاقتها، وتم إيقاف أكبر مصفاة لتكرير البترول في مدينة عدن كانت تزود الجنوب بكافة احتياجاته من الوقود وتزود محطات الكهرباء بالديزل والمازوت دون توقف، يضاف إلى أن مادة الغاز المنزلي متوفرة في معظم محافظات البلاد باستثناء عدن والجنوب لأن مصدرها مأرب، كل ما سبق يؤكد أن مسلسل تدمير الجنوب مستمر وأن مرتكبي جريمة حرب صيف ٩٤ هم أنفسهم من يستكملون عملية التدمير بعد ٣١ سنة من هذا اليوم الأسود.

اليوم بعد ٣١ عاماً من حرب صيف ١٩٩٤ المؤسفة، تعيش المحافظات الجنوبية وضعاً أشد تعقيداً من أي وقت مضى، فمطالب التحرير والاستقلال لم تعد موجهة تجاه نظام ٧/٧، ولم تشهد مدينة عدن اليوم أي فعاليات أو أنشطة بمناسبة هذه الذكرى، بل مرت بهدوء، رغم أن وزير داخلية صالح السابق عام ٢٠٠٦، رشاد العليمي الذي تولى مهمة القمع والتنكيل التي طالت أبناء الجنوب يتواجد في قصر المعاشيق بمدينة عدن باعتباره رئيساً لنظام ٧/٧، ينوب عنه طارق عفاش نجل شقيق صالح الذي عين عضواً في مجلس الرئاسة، وكذلك سلطان العرادة وعيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي وفرج البحسني، والثلاثة الآخرين عملوا على شرعنة عبث وتدمير وتمركز نظام ٧/٧ في الجنوب.

فالجنوب يتعرض اليوم للتدمير المخطط بضوء أخضر سعودي إماراتي أمريكي مكشوف، والهدف تفتيت الجنوب إلى دويلات وإعادة حكم السلاطين مرة أخرى وفق المخطط الأجنبي الذي يرى أن تدمير الجنوب وإنهاك قواه واستنزاف شبابه وضرب اقتصاده ضرورة لتنفيذ أجندات ومطامع أجنبية منها فرض إقامة قواعد أجنبية على سواحل البحر العربي وأخرى تهدف إلى اجتزاء حضرموت من الجنوب وتحويلها إلى دولة تحت الوصاية والحماية الأمريكية والسيادة السعودية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com