الإمارات تعيد إحياء “مسرحية القاعدة” في حضرموت لمواجهة الاحتجاجات الشعبية
الجنوب اليوم | حضرموت
في توقيت غاية في الدقة، تزامنًا مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المكلا ومدن ساحل حضرموت ضد تردي الخدمات والأوضاع المعيشية، وتهديد المتظاهرين بإخراج فصائل “المجلس الانتقالي” الموالية للإمارات، برزت أنشطة مفاجئة منسوبة لتنظيم القاعدة في وادي حضرموت. وصف مراقبون ونشطاء محليون هذه الظاهرة بـ”المسرحية السخيفة”، مشيرين إلى تشابهها مع سيناريو 2016 الذي استُخدم فيه التنظيم ذريعةً للتدخل العسكري الإماراتي.
ظهرت بيانات ومقاطع مصورة مزعومة للقاعدة خلال ذروة الاحتجاجات في تريم وسيئون، ركزت على “دعم المطالب الشعبية” في محاولة لربط الحراك المشروع بالإرهاب. وتضمنت الأدوات المستخدمة نشر مقاطع “مسرحية” عبر حسابات وهمية لعناصر ملثمة، وتوزيع منشورات تحمل شعار التنظيم في مناطق التظاهر، وفقًا لمصادر محلية.
ردًّا على ذلك، فضح نشطاء حضرموت الخدعة مؤكدين أنها “إعادة لإنتاج فاشل”، مستندين إلى حقيقتين أساسيتين: اختفاء القاعدة الفعلي من الساحل منذ 2016 بعد السيطرة الإماراتية، واستحالة تحرك التنظيم في الوادي الخاضع للسيطرة السعودية.
تهدف هذه المسرحية إلى تحقيق ثلاثة أهداف إماراتية:
أولاً، تشويه الاحتجاجات عبر ربطها بالإرهاب لتبرير القمع وتحويل الرأي العام الدولي ضد المطالب المشروعة. ثانيًا، تعزيز الوجود العسكري بإنشاء نقاط تفتيش جديدة وزيادة الانتشار تحت غطاء “مكافحة الإرهاب”. ثالثًا، ضرب الخصوم السياسيين عبر اتهام الفصائل الموالية للسعودية بـ”التواطؤ” وإضعاف شرعية “حلف قبائل حضرموت”.
يستدعي هذا التكتيك السياق التاريخي لعام 2016، حين استخدمت الإمارات ظهورًا مزعومًا للقاعدة في المكلا لتحويل مطار الريان إلى قاعدة عسكرية أمريكية-إماراتية وقمع الحراك الشعبي.
الخلاصة تكشف فشل المسرحية: يتناقض الادعاء بوجود القاعدة مع السيطرة الأمنية الإماراتية المشددة على الساحل، بينما يواصل النشطاء كشف تورط أجهزة إماراتية في تصنيع الأزمة. كما تفقد الذرائع الأمنية مصداقيتها مع استمرار تدهور الخدمات ورفض الاستجابة لمطالب السكان.