مشروع الطاقة الشمسية في شبوة: ادعاءات بإنجاز وهمي وتمويل مضلل
الجنوب اليوم | شبوة
في ظل معاناة محافظة شبوة من أزمة كهرباء حادة وتردي الخدمات الأساسية، يروج المجلس الانتقالي الجنوبي لمشروع الطاقة الشمسية على أنه إنجاز نوعي كبير، لكن حقائق جديدة تكشف وجود فجوة كبيرة بين الحملة الإعلامية والواقع الفني والتمويلي للمشروع.
ادعاءات بالقدرة وواقع مختلف
يُعرِّف إعلام المجلس الانتقالي المشروع على أنه يقدم طاقة إنتاجية تبلغ 120 ميجاوات، مقدماً إياه كـ”منحة إماراتية” ستحل أزمة الكهرباء. غير أن معلومات تقنية من داخل المشروع تكشف أن القدرة الإنتاجية الفعلية لا تتجاوز 50 ميجاوات فقط، منها 15 ميجاوات مخصصة لشحن البطاريات، ما يعني أن الطاقة التشغيلية المتاحة للمستهلكين أقل بكثير من الرقم المعلن، وهو ما يثير تساؤلات حول دقة الحملة الترويجية.
تمويل استثماري وليس منحة
وفقاً للمعلومات، فإن طبيعة المشروع تختلف جذرياً عما يتم الترويج له. فالمشروع ليس منحة مجانية من دولة الإمارات، بل هو مشروع استثماري بحت لمستثمر خاص، يُدار بهدف تحقيق الربح، مما يضعف الادعاءات التي تقدمه على أنه هبة أو دعم خيري لخدمة المواطنين.
مشاكل تقنية تعترض التشغيل
من الناحية الفنية، يواجه المشروع عقبات كبيرة. وقد كشفت مصادر هندسية عن معاناة فرق التشغيل لأكثر من أسبوع في محاولات فاشلة لدمج محطة الطاقة الشمسية مع المحطات القديمة العاملة على الديزل، مما أدى إلى حوادث تقنية مثل احتراق الكابلات بسبب تقاربها أثناء عملية الدمج.
كما لوحظ وجود خلل تقني آخر يتمثل في استخدام أسلاك مصنوعة من الألمنيوم بدلاً من النحاس، في خطوة يبدو أنها إلى خفض التكاليف. هذا الخلل من شأنه أن يقلل من كفاءة نقل الطاقة الكهربائية ويؤثر سلباً على جودة المشروع وعمره الافتراضي.
استعراض إعلامي وتغطية على الإخفاقات
يبدو أن الترويج المكثف للمشروع يأتي في إطار محاولة لتلميع صورة المجلس الانتقالي والتمويه عن إخفاقاته في إدارة قطاع الكهرباء والخدمات الأساسية في المحافظة. حيث يتم تقديم مشروع استثماري محدود القدرة وكأنه “حل تاريخي” لأزمة الكهرباء، في وقت لا تزال فيه المحافظة تعاني من انقطاعات متكررة.
خلاصة
بدلاً من تقديم حلول حقيقية وجذرية لأزمة الكهرباء في شبوة، يبدو أن المشروع الحالي يحول قضية أساسية إلى استعراض إعلامي. تحقيق الاستقرار وتحسين الخدمات يتطلب شفافية ومشاريع حقيقية قادرة على الإنجاز، وليس بيانات إعلامية مضللة أو صوراً للافتتاح تخفي وراءها واقعاً مريراً يعيشه المواطنون يومياً.