الجنوب في الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر.. مستر هنز لن يعود
الجنوب اليوم | تقرير
في مثل هذا اليوم المجيد، أطلق الشهيد راجح بن غالب لبوزة شرارة ثورة 14 أكتوبر عام 1963 من جبال ردفان، ليسقط بدمائه التي سالت على جسده بعد إصابته بشظية دبابة بريطانية، فتدفنت كبرياء الإمبراطورية العظمى في التراب.
وها هو “الجنوب اليوم” بعد مضي 62 عاماً على فجر أكتوبر الأول، يرزح مرة أخرى تحت الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني من سقطرى وحتى المهرة وعدن وشبوة وحضرموت وأبين ولحج وصولاً إلى الضالع، تحت ذرائع مختلفة تارةً باسم مكافحة الإرهاب، وأخرى باسم إعادة الشرعية، متخذةً من شعارات تمكين أبناء الجنوب لاستعادة دولتهم ستاراً أيضاً.
تتشابه مبررات احتلال المحافظات الجنوبية بين الأمس واليوم، فبالعودة إلى عام 1837، نجد أن المحتل البريطاني اتخذ من حادثة سفينة تجارية على شواطئ عدن ذريعة لتحقيق مآربه، حيث اتهم سكان المدينة بنهب البضائع، محولاً الحادث إلى ذريعة لتحويل عدن إلى مخزن للسفن البريطانية، تنفيذاً لتقرير مستر هنز الذي أوصى بضرورة احتلال عدن واستغلال مكانتها الجغرافية ومميزات مينائها الفريد.
وقد كانت عدن تابعة للسلطنة اللحجية التي رفضت المساس بالسيادة اليمنية، وأبدت استعدادها لتقديم التعويضات اللازمة، إلا أن المستعمر رفض التعويضات وهاجم عدن في يناير من عام 1839م مرات عديدة بالبوارج الحربية. ورغم مقاومة أبناء عدن الباسلة التي أجبرت السفن على الانسحاب إلا إن لندن ، عززت لندن قواتها بأسطول عسكري ليتمكن من احتلال المدينة في 19 يناير من نفس العام بعد قصف مدفعي عنيف.
واليوم تعود بريطانيا وإلى جانبها أمريكا وإسرائيل، بحماية أدواتها في المنطقة – السعودية والإمارات – تحت ذرائع مختلفة لتمدد سيطرتها على أرض الجنوب وتستحوذ على ثرواته وموقعه الاستراتيجي. ورغم القمع والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال في السجون السرية وإرسال أبناء الجنوب إلى جبهات القتال لاستنزاف قواهم، فإن واقع الحال يؤكد:
مستر هنز لن يعود
فرغم الاختلاف بين احتلال الإنجليز لعدن الذي حولها إلى مستعمرة خدمت مصالحهم، وبين الاحتلال الإماراتي السعودي الحالي الذي كشف عن حقد دول العدوان وطموحاتها في المحافظات الجنوبية، إلا أن الصورة واحدة.
فقد ارتكبت السعودية والإمارات خلال عشر سنوات أبشع الجرائم بحق المحافظات الجنوبية، ودمرت مقدراتها عمداً، ونهبت ثرواتها النفطية والسمكية.
لن يطول بقاء الاحتلال
فالوضع في المحافظات الجنوبية بعد سنوات من السيطرة السعودية الإماراتية هو الأسوأ في التاريخ، حيث تتنافس دول الاحتلال على النفوذ، وتعمل على تمهيد الطريق لواشنطن ولندن لتأسيس قواعد أمريكية دائمة في سقطرى وحضرموت والمهرة.
إن الانتهاكات والممارسات التي ارتكبتها في المحافظات الجنوبية تؤكد أن بقاء الوجود العسكري لهذه الدول المحتلة لن يطول.