الأنباء الواردة من مدينة قشن، تفيد بأن العشرات من الأسر النازحة التي تم استقبالها خلال الفترة الماضية، ومعظمهم من الجماعة السلفية المتشددة، بدأت تخطط لإنشاء مركز ديني في المدينة، علی غرار مركز دماج في صعدة. وما عزز من مخاوف المواطنين في المدينة، انتشار مسلّحين من بينهم أجانب، لحماية من سمّوا أنفسهم «نازحين».
لكن مصادر محلية قالت إن مهمّتهم التي انكشفت للجميع هي «التصدي لمعارضي المشروع»، مشيرة إلى أن «جزء منهم سيساهم في تأمين المنافذ البحرية والبرية في المحافظة التي تدعي حكومة الشرعية بأنها تستخدم لتهريب السلاح إلى أنصار الله».
وأكدت المصادر بأن «الجماعة السلفية التي سبق أن رفض أبناء المحافظات الجنوبية تواجدها أو استقرارها بين ظهرانينهم، وجدت في محافظة المهرة مكاناً مناسباً لإعادة تجميع صفوفها، مستغلة حالة التخبّط الأمني الذي تعيشه منذ دخول ضباط سعوديين وطلائع من القوات التابعة للتحالف إليها أواخر العام الماضي، بذريعة المساهمة في تأمين المحافظة ووضع حد لظاهرة تهريب الأسلحة إلى صنعاء».

وتحدثت المصارد عن «إشراف رجل الدين يحيى بن علي الحجوري، وهو أحد شيوخ الجماعة السلفية التقليدية باليمن، والذي خلف الشيخ مقبل الوادعي في إدارة دار الحديث بصعدة، على مراحل إنشاء المركز، الذي يحظى بدعم من السعودية»، لافة إلى أن «الرياض بدأت تحاول ابتزاز سلطنة عُمان لتحجيم علاقاتها مع حركة أنصار الله وانفتاحها على جميع أطراف الصراع في اليمن دون تمييز أو تغليب مصلحة أي طرف».
وذكرت بأن «الرياض نجحت في إحداث اختراق في الجبهة المهرية المتماسكة من خلال شرائها ذمم بعض مشائخ القبائل، وتزويدهم بالسلاح، وتعيين رجلها الشيخ راجح باكريت، محافظا للمهرة، خلفاً للمحافظ السابق محمد عبدالله بن كدة، الذي سبق أن عارض بشدة، أي محاولة لتوطين غرباء في أي منطقة في المهرة، ومساعي إقلاق سكينة المحافظة».
وقال أهالي في مدينة قشن إن «الشكوك بدأت تحوم حول المخطط الذي يحاك ضدهم، بعد قيام من يسمّون أنفسم نازحيين بعملية شراء واسعة للأراضي وبمبالغ خيالية، لا تتناسب مع قيمة الأرض». وتساءلت مصادر أهلية في القشن «كيف يمتلك نازح ملايين الريالات إذا لم يكن مدعوماً من جهة تضمر الشر للمحافظة وأهلها؟».
معلومات متطابقة أكدت بأن «معظم الواصلين للمهرة مؤخراً كانوا من المقاتلين الذين نفذوا مهاماً عسكرية في الحد الجنوبي للسعودية وجبهات البقع وقبلها في منطقة دماج»، ولفتت إلى «حرص محافظ المهرة، باكريت، على زيارتهم بمعية قيادات عسكرية رفيعة، وإطلاقه إشارات تبارك مشروعهم، وحرص السلطة المحلية على دعمه اللا محدود».
ولا تبدو تحركات المحافظ، بعيدة عن علم الرئيس عبدربه منصور هادي، سيّما وأنه كان لفترة طويلة في الرياض، قبل أن يصل إلى المهرة نهاية العام الماضي على متن طائرة ملكية سعودية، حيث حظي باستقبال رسمي وشعبي حافل، يوحي بحجم الدعم الذي يحظى به داخل المهرة، ويمنحه الصلاحيات لتنفيذ كل التعليمات التي يتلقاها من الرياض، وهو ما جعل أبناء المحافظة يتخوفون من جذبهم لدوامة صراع إقليمي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وتعكير صفو المحافظة التي تميّزت بالسلم والأمن المجتمعي طوال الحقب الزمنية الماضية.