منبر كل الاحرار

التخبط الأمريكي في اليمن

الجنوب اليوم 

مقال لدكتور محمدالنعماني

هناك حاله من التخبط  في المواقف الامريكيه من الأوضاع السياسية في اليمن ومواقفها من الحرب والعدوان  حيت تناولت الاعلام المقربة للرئيس الفار عبدربه منصور هادي خبر  بان الرئيس عبدربه منصور هادي، التقي  نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، مايك ملروي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، بحضور القائمة بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن، كارن ساسا هارا.
وذكرت وكالة «سبأ» التابعة لهادي، أنه «جرى خلال اللقاء تناول جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يتصل بطبيعة الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة نحو تحقيق السلام والاستقرار الذي ينشده الشعب اليمني».
وعبر هادي عن «تقديره لجهود الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لليمن وشرعيتها الدستورية في مختلف المواقف والظروف، ما يجسد مجالات التنسيق والتعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، ومنها جوانب التعاون العسكري ومكافحة الارهاب الذي نعمل سويا على محاربته لما ألحقه من أضرار باليمن اقتصادا ومجتمعا».
وقال هادي إن «اليمن تعاني من تداعيات تربص قوى التطرف والشر بشقيها وأذرعها المليشيات الحوثية الإيرانية والإرهاب، والتي نعمل مع المجتمع الدولي لتجاوزها لإرساء الأمن والسلام المنشود».
من جانبه، عبر نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية عن «سرورهما بهذا اللقاء الذي يأتي في إطار تأكيد التعاون والدعم لليمن قيادة وشعبا في ظل شرعيتها الدستورية، بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي»، بحسب «سبأ».
وأكدا على «موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لليمن وكيانه ووحدته وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والسلام والبناء والتنمية ترجمة لتوافق الشعب اليمني الذي أكدت عليه مخرجات الحوار الوطني الذي رعته الولايات المتحدة بالتعاون مع المجتمع الدولي».

في المقابل الجيش الأمريكي اعلن، بأنه شن 18 غارة جوية في اليمن خلال الشهرين الماضيين، استهدف خلالها مسلحين لتنظيمي «القاعدة» في شبه جزيرة العرب و«داعش» الإرهابيين.
وأوضح المكتب الصحفي للقيادة المركزية الأمريكية، في بيان، اليوم الأربعاء، أن «المقاتلات الأمريكية شنت في ديسمبر الماضي 8 غارات جوية على مسلحين في اليمن»،

مؤكدا «تصفية المنسق العام للعمليات الخارجية في تنظيم «القاعدة» مقداد السناني في الـ15 من ديسمبر الماضي، وحبيب السناني المسؤول عن نقل الأسلحة والمتفجرات والأموال إلى أعضاء القاعدة في شبه جزيرة العرب في الـ19 من الشهر ذاته».
وأضاف المكتب الصحفي أن سلاح الجو الأمريكي شن 10 غارات في يناير الماضي، من دون ذكر تفاصيل أخرى.
وتعهدت القيادة المركزية الأمريكية باستمرار مكافحة الإرهاب ضد الإرهابيين في اليمن، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية.

السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، اكد على أن الحل في اليمن يجب أن يكون مبنيا على 3 أسس، تتمثل في «وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين».

شبكة «إن بي سي» افادت إن الجيش الأمريكي عزز حملته الجوية في اليمن في العام الماضي، حيث زاد عدد الغارات الجوية بما يزيد عن ستة أضعاف مقارنة بمعدلاته في العام 2016، كاشفة عن تواجد «محدود» و«تناوب» لعناصر أمريكية على المسرح اليمني.
وفي التفاصيل، لفتت الشبكة إلى أن القوات الأمريكية شنت 131 غارة جوية في ذلك البلد في العام 2017، وذلك عبر طائرات مأهولة، وأخرى غير مأهولة، مشيرة إلى أن أهداف تلك الغارات تراوحت بين ضرب تنظيمي «الدولة الإسلامية» (دا عش)، و«القاعدة في جزيرة العرب». وبحسب ما أفاد مسؤول استخباري أمريكي لـ«إن بي سي»، فإن «ارتفاع مستوى النشاط (العملياتي) أسفر عن مقتل مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة، وتفكيك شبكة للترويج والدعاية تابعة للتنظيم، وقطع الدعم الخارجي عنه، إضافة إلى أنه مكن شركاءنا الإماراتيين من استعادة السيطرة على عدد من المناطق»، فضلا عن القضاء على عدد كبير من مقاتلي تنظيم «داعش»، بينهم «أكثر من 50 قتلوا في غارة واحدة في أكتوبر الفائت».
ومع الإشارة إلى تزايد عدد الغارات، والعمليات العسكرية البرية الأمريكية في اليمن منذ مطلع عهد إدارة ترامب، والتي جاء بعضها لدعم القوات الخاصة الإماراتية في عمليات مكافحة الإرهاب، ذكرت «إن بي سي» بالهجوم الذي نفذته قوات أمريكية في يكلأ في يناير من العام 2017، وصولا إلى وقف العمليات العسكرية في مايو الفائت عقب «إخفاق» الهجوم الذي تولته قوات أمريكية، بدعم جوي، ضد عناصر من تنظيم «القاعدة»، قبل أن تعاود الغارات الأمريكية مستوياتها التصاعدية في نوفمبر المنصرم، بحيث باتت تشمل ضرب أهداف لـ«داعش»، الذي نجح في مضاعفة حجم وجوده على الأراضي اليمنية العام الماضي.
كذلك، أشارت إلى أن الجيش الأمريكي أقر بالقيام بـ«عدة عمليات برية» داخل اليمن، في العام 2017، من دون إعطاء تفاصيل حول حجم العناصر العسكرية الأمريكية المتواجدة في البلاد. وفي هذا الإطار، أفادت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ريبيكا ريبريخ بـ«أننا لسنا بصدد المناقشة أو التداول بشأن العدد المحدد للقوات، لكن يحصل أحيانا أن يتواجد بعض العناصر (العسكريين) الأمريكيين في اليمن»
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن المسؤول الأمريكي قوله، إن بلاده «تعمل مع شركائها في المنطقة، ودول أخرى مهتمة بهذا البلد بالغ الأهمية، على تحقيق سلام يوفر لليمنيين العاديين حياة مستقرة ومزدهرة».
وأضاف تولر، أن بلاده «لا تعتقد بأن هناك حلا عسكريا للصراع في اليمن الذي تسبب بمعاناة غير عادية للشعب اليمني على مدى ثلاثة أعوام»، وحث «جميع أطراف النزاع على وقف إطلاق النار والمجيء إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على حل شامل وثابت».

وأشار السفير الأمريكي إلى أنه «تم الإبقاء على التواصل مع طرفي الصراع»، في إشارة إلى أن هناك اتصالات بين «أنصار الله» و«المؤتمر» من جهة، والسفارة الأمريكية من جهة ثانية، من دون أن يكشف عن أي معلومات حول مستوى الاتصالات وفحواها.
وأردف «نواصل التزامنا في تحقيق حل سياسي إلا أنه هناك مستوى عالٍ من انعدام الثقة وبعض الأطراف التي تستغل الصراع لتحقيق مصالحها وبالتالي بات التقدم نحو السلام صعباً»، مستدركاً «لكن، ورغم هذا، حققنا بعض التقدم في الجانب الإنساني حيث قدمنا مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 637 مليون دولار حتى نهاية العام الذي انتهى بتاريخ 1 أكتوبر 2016».
وأشار إلى أن «كلا الطرفين (أنصار الله) و(المؤتمر) جاهز للمفاوضات الجادة لإنهاء المعانات الفظيعة التي يعانيها شعبهم، حيث تريد الغالبية العظمى من الشعب اليمني تحقيق السلام».
ورأى تولر أن «هذا مع حسن النوايا، يجب أن يتحقق بأسرع فرصة ممكنة إذ أن الدمار استمر بما يكفي»

ويظهر من خلال الزيارات التي يجريها المسؤولون البريطانيون والأميركيون في مسقط مع وفد انصار الله  أن ملف التسوية تحرك بعد جمود وفتور

الخارجية الأمريكية،  اكدت أن الولايات المتحدة تؤمن أنه يجب اللجوء في النهاية إلى الحل السياسي مع حركة «أنصار الله»، وأن الموقف الحاسم لواشنطن، يرى في التقسيم «الخيار الأسوأ لليمن»، تعليقا على الاشتباكات العنيفة الأخيرة في عدن، بين قوات موالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» التابع للإمارات.
وقالت المسؤولة عن ملف اليمن في الخارجية الأمريكية، جريسون فينسينت، في حديث إلى صحيفة «الرياض» السعودية: «نؤمن في النهاية أنه يجب اللجوء إلى الحل السياسي، ولكن نعرف أن الحديث عن الأمر أسهل من تطبيقه، فلا أحد يعلم ما الذي يريده الحوثيون بالضبط وما إذا كان الأشخاص الذين سيرسلونهم للتفاوض ممثلين حقيقيين عن كل أعضاء الجماعة بما في ذلك من يحمل السلاح ومن يجند الأطفال ومن يرسل الصواريخ الإيرانية باتجاه أراضي المملكة».
وحول الأحداث الأخيرة في عدن، أضافت أن الموقف الحاسم للولايات المتحدة، يرى في التقسيم «الخيار الأسوأ لليمن»، وأن واشنطن «لا ترى موضوعية في أي طرح لفصل اليمن» لأن التبعات السلبية ستكون أكثر من الايجابية.
وأضافت: «أعتقد أن القادة الجنوبيين يعلمون ذلك أيضاً»، وأن «الأفضل هو توحد اليمن حول تمثيل حقيقي لكل أبنائها مع إعطاء سكان المناطق الجنوبية حقوق واسعة في الحكومة وكافة مؤسسات الدولة»، واصفة عمل القوات اليمنية في الجنوب التابعة لحكومة هادي بـ«المثمر جدا على جميع الجبهات».
واعتبرت المسؤولة الأمريكية، أن الولايات المتحدة «تنظر إلى ما يحدث في اليمن والموقف السعودي منه من جانب موضوعي جداً؛ حيث نضع أنفسنا مكان المملكة، ونتخيل أن تستهدف المكسيك ولاية سان دييغو الأمريكية بالصواريخ، حينها بالتأكيد سنفعل كل ما بوسعنا، وسنستخدم كل الوسائل والأدوات لحماية أراضينا وردع العدو، وعليه، فإن المملكة تملك الحق الكامل في الدفاع عن نفسها من الجانب اليمني».
وحول تصنيف حركة «أنصار الله» كـ«منظمة إرهابية» في الأمم المتحدة، قالت المسؤولة، إن أمريكا «تعمل بشكل دؤوب لتحقيق هذا، لأن الولايات المتحدة قلقة جداً من تهريب الأسلحة، وباتت تملك الأدلة الكافية على تزويد إيران للحوثيين بقطع الصواريخ، وأن المهمة الحالية، هي إقناع أعضاء مجلس الأمن خاصة الأوروبيين باتخاذ مواقف أكثر حزماً وجدية مع الحوثيين، حيث يستشعر الجانب الأمريكي بتهرب أوروبا من هذه المهمة لأنها تملك مصالح تجارية مع إيران»

رأت صحيفة «واشنطن بوست»، أن أحداث عدن الأخيرة، أظهرت حجم حضور الخلافات التاريخية بين أفرقاه الصراع المحليين في اليمن، على نحو قد يشكل «عقبات جدية» أمام المسار التفاوضي لإنهاء الأزمة في البلاد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الإشتباكات الأخيرة بين قوات موالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وقوات تابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، كشفت عن «هشاشة التحالف»، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وأبرزت وجود «أجندات مختلفة» لكل من الرياض وأبو ظبي. من هذا المنطلق، توقفت الصحيفة عند دعم الإمارات العربية المتحدة لـ «الانفصاليين»، في وقت تدعم المملكة العربية السعودية حكومة هادي، مشيرة إلى «تباينات أخرى» بين البلدين، لا سيما تلك المرتبطة بعلاقات الرياض «الوثيقة» بحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وهو حزب تناهضه الحكومة الإماراتية. ومع ذلك، أضافت الصحيفة، أنه «من غير المتوقع أن يحدث افتراق بين المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة حول اليمن»، على ضوء تركيزهما على «التهديد» الذي تمثله إيران و«أنصار الله».
وفي ما يخص التطلعات الإماراتية في اليمن، لفتت «واشنطن بوست» إلى أن «العديد من سكان مدينة عدن، ينظرون بارتياب إلى الوجود الإماراتي المتزايد» في تلك المنطقة، و«يشعرون بالقلق من أن تكون الإمارات تسعى إلى تحقيق مكسب اقتصادي، عبر محاولتها للسيطرة على الموانىء اليمنية، بخاصة ميناء عدن». وضمن الإطار عينه، قال حسن الجلال، وهو صحافي يمني، إن «لدى الإمارات طموحات في الجنوب»، وإن «ميناء عدن، هو أحد أهمها»، مشددا على أن دعم الأخيرة للحراك الجنوبي، «يظهر تلك الطموحات».
وفي سياق متصل، أوضح أبريل ألاي، وهو محلل متخصص في الشأن اليمني لدى «مجموعة الأزمات الدولية» للصحيفة، أن كلا من الرياض وأبو ظبي، تعملان على الترفع عن الخلافات بينهما، بشكل يساعد على ترسيخ «أسطورة الجبهة الموحدة (ضد «أنصار الله»)، في ظل حكومة معترف بها دولياً». وأردف ألاي، أن الصدام الأخير «يظهر إلى أي حد، أسهمت الحرب في تفكيك البلاد، وتجزئتها وفق (خطوط) الانقسامات التاريخية»، وأضاف، في حديثه إلى «واشنطن بوست»، بالقول إن «السردية» المتداولة بشأن حرب تخوضها «الحكومة الشرعية» في اليمن، ضد «الحوثيين، المدعومين إيرانياً»، «تغفل الحقيقة المعقدة للواقع المحلي» هناك، و«تعيق الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق سلام».
هذا، وعزت «واشنطن بوست»، أحداث عدن إلى إحباط الجنوبيين اليمنيين من حكومة هادي، التي «عانت على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، من أجل ممارسة سلطتها السياسية، والنهوض بالوضع الاقتصادي»، فضلا عن إخفاقها في وضع حد للتدهور الأمني في المدينة الواقعة على البحر الأحمر، وذلك في إشارة إلى ضعف الحكومة المعترف بها دوليا. وفي هذا المجال، قال السفير الأمريكي السابق لدى اليمن، جيرالد فيرشتاين، للصحيفة إنه «لم ينجز إلا القليل (من جانب حكومة هادي)، من أجل إرساء الاستقرار، وإعادة الأمور إلى نصابها مجدداً»، مشيراً إلى مستوى الإحباط الشعبي المتزايد جراء ذلك. وتابع فيرشتاين: «إن مثل هذا النوع من القضايا، من شأنه أن يجعل إعادة بناء اليمن أمراً أكثر صعوبة، كما يسهم في تعقيد جهود استئناف العملية السياسية، في الوقت الراهن».
إلى ذلك، صرح هشام الغنّام للصحيفة بالقول، إن حكومة هادي تتحمل قسطاً من المسؤولية عن أحداث عدن، مشيرا إلى أنه «يتعين على تلك الحكومة أن تقدم استقالتها إذا لم تكن قادرة على إدارة المعركة ضد الحوثيين، وتوفير الخدمات للمواطنين في الوقت عينه». هذا، وتساءل الباحث السعودي في جامعة «إكزتر»، في حديثه إلى «واشنطن بوست»، عن مصير مليارات الدولارات التي قدمتها دول «التحالف» لحكومة هادي المعترف بها دولياً، مشدداً على حاجة تلك الدول لممارسة الضغوط على حكومة هادي من أجل القيام بواجباتها تجاه مواطنيها. وأكمل الغنّام بالإشارة إلى أن الأطراف الجنوبية يقع عليها جانبا من المسؤولية عن تلك الأحداث، إذ «يتعين عليهم الانتظار ريثما تنجلي الأمور». وفي ما يخص العلاقات السعودية – الإماراتية، لفت الغنام إلى أنه، و«على الرغم من مقاربتهما المتناقضة ظاهرياً، للقضية الجنوبية، فإن السعوديين والإماراتيين متفقان على الحاجة إلى كبح أي تحركات نحو الانفصال»، مشيراً إلى أن «اندلاع حرب أخرى في الجنوب، تتناقض مع (أهداف) التحالف العربي، وتخدم الحوثيين.

تنويه  : المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها وليس بالضرورة عن سياسة الموقع
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com