وراء شعار “محاربة الحوثي”: الإعلام السعودي والإماراتي أداة لتجنيد اليمنيين في صراع النفوذ الداخلي.
الجنوب اليوم | تقرير
منذ انطلاق “عاصفة الحزم”، وظّفت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية آلاتهما الإعلامية الضخمة كأداة مركزية لغرس وتغذية صورة العدو في أذهان اليمنيين، مع التركيز على عداء الحوثي. ومع الوقت، تكشفت أهداف أعمق تتجاوز الشعار المعلن.
فقد تحوّلت هذه الحملة الإعلامية إلى وقود يُستخدم لتجنيد اليمنيين ضمن أدوات عسكرية وأمنية متعددة وموازية، تتنافس غالباً على الأرض. الواقع الجديد يُظهر أن هذه الأدوات لا تُستخدم فقط ضد الحوثيين، بل صارت جزءاً من صراع خفي – وأحياناً ظاهر – بين الشريكين في التحالف نفسه على السيطرة الفعلية على الجغرافيا الحساسة والثروات الطبيعية اليمنية.
محافظتا حضرموت والمهرة تقدمان دليلاً صارخاً على هذه المعادلة. ففي منطقة لا وجود فعلياً للحوثي فيها، لم تكن المعركة لإعادة “الشرعية”، بل كانت سباقاً على النفوذ والموارد. وظّفت الإمارات خطابها الإعلامي والدعم الميداني لتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي – كأحد أدواتها الرئيسية – من السيطرة الكاملة على المنشآت النفطية والموانئ الاستراتيجية، وسط غياب أو تواطؤ سعودي واضح.
هذا المشهد يكرّس استراتيجية تستخدم الحرب ضد الحوثي كواجهة، بينما الهدف الحقيقي هو إعادة رسم خريطة النفوذ في جنوب وشرق اليمن. لقد تحول الخطاب الإعلامي المعادي للحوثي إلى غطاء لتوسيع النفوذ وخلق واقع جديد على الأرض، حيث تتنافس أدوات التحالف نفسها على مواقع القوة والثروة، مقدمة بذلك أولوية المصالح الإقليمية على أي شعارات أخرى.