منبر كل الاحرار

فيما المواطن يعاني من انعدام الغذاء.. سلطة هادي تعيش حرب اختطافات ومذكرات اعتقال في الجنوب

الجنوب اليوم | تقرير

 

في الوقت الذي تعيش فيه عدن وسائر المدن الجنوبية التي تسيطر عليها قوات التحالف السعودي وقوات الإصلاح والرئيس هادي والمجلس الانتقالي الموالي للإمارات في أزمة خانقة أكان على مستوى المشتقات النفطية أو على مستوى الخدمات المنهارة على رأسها الكهرباء، أو على مستوى الوضع الاقتصادي العام الذي فتك بالسواد الأعظم من أبناء الجنوب بسبب ارتفاع الأسعار وانهيار العملة، لم يعد لحكومة هادي التي عادت للمنفى في مارس الماضي مرة أخرى بعد أسابيع قليلة من بقائها في مدينة عدن، لم يعد لهذه الحكومة من شغل يشغلها سوى تبادل الاتهامات والاختطافات وإصدار مذكرات الاعتقال فيما بين مكوناتها المشاركة في الحكومة.

فالمسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي التابعين لحكومة معين عبدالملك يستغلون مناصب سلطتهم للنيل من خصومهم المشاركين لهم في السلطة ذاتها أيضاً، والعكس كذلك يحدث أيضاً، وهذا ما رسمه كلاً من الانتقالي وهادي مؤخراً من خلال مذكرات الاعتقال الصادرة من رئيس لجنة هادي الإشرافية على تنفيذ الملحق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض العميد أمجد خالد التي وجهها لكل من وزيري الدفاع والداخلية مطالباً إياهما تعميم توجيهات على المنافذ والمطارات بعدم مغادرة مدير أمن لحج السابق صالح السيد القيادي في قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وقبل ذلك إصدار الانتقالي مذكرتي اعتقال بحق العميد خالد الذي قام باختطاف شقيق عضو هيئة رئاسة الانتقالي عبدالرحمن شيخ واختطف جنديين من قوات صالح السيد يتبعان الانتقالي في لحج.

العميد خالد في اعتراف مصور برر اختطاف الجنديين في الانتقالي بلحج وشقيق عبدالرحمن شيخ، بأنه لجأ لذلك للضغط على صالح السيد للافراج عن ان احد كبار ضباط لواء النقل والذي تعرض للإختطاف من منزله في دار سعد وعناصر أخرى من لواء النقل التابع لهادي والذي يقوده أمجد خالد.

وطالت حرب الاختطاف بين الطرفين الحارس الشخصي لرئيس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، حيث اختطف مجهولون أمس الأحد نعيم العزاني من أمام منزله بمديرية المعلا واقتادوه لجهة مجهولة.

هي إذاً حرب اختطافات علنية بين طرفي هادي والانتقالي، غير أن المهزلة تكمن في إصدار كل طرف منهما مذكرات اعتقال بصفتيهما الرسمية ضد بعضهما البعض وبنفس التهمة، ففي مذكرة الاعتقال التي تم الرفع بها لوزيري الداخلية والدفاع بحكومة هادي ضد صالح السيد، اتهم فيها العميد أمجد خصمه بأنه ارتكب أعمالاً إرهابية في عدن ولحج.

وفي المقابل أيضاً اتهمت مذكرتي الاعتقال الصادرتين من الانتقالي آخرها أمس الأحد صادرة عن صالح السيد مدير عام شرطة لحج، وتضمنت المذكرة الموجهة لأمن عدن وجميع نقاط المنافذ بإلقاء القبض على أمجد خالد، بتهمة ضلوعه بارتكاب جرائم إرهابية وتفجيرات في محافظة لحج.

حالة من الصراع أقل ما يقال عنها أنها مهزلة واستهتار من قبل من يتحكمون بمصير أبناء عدن والجنوب عموماً في استخدام صلاحيات سلطاتهم لتصفية صراعاتهم وخلافاتهم البينية على حساب أمن واستقرار المواطنين وعلى حساب وضعهم المعيشي والاقتصادي الذي لا يبدو أن سلطة هادي أو الانتقالي متفرغتان لحلها وإنقاذ الشعب من حالة الانهيار الاقتصادي والمعيشي والانفلات الأمني الآخذ في التصاعد جراء استمرار حالة الصراع والانقسام وتسخير المقدرات والإمكانيات والمال العام في هذا الصراع بدلاً من تسخيره لحل مشاكل المواطنين وإنقاذهم من المجاعة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com