منبر كل الاحرار

التحالف يطيح بخمسة من أبرز قيادات الانتقالي الجنوبي.. مؤامرة التدمير من الداخل

الجنوب اليوم | تقرير

 

5 من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات أدى اختفاؤهم أو نفيهم وإبعادهم عن قيادة المجلس بأمر مباشر من التحالف السعودي الإماراتي إلى إحداث هزّات داخل الانتقالي، و5 من قيادات الانتقالي أدى إزاحتهم كل واحد منهم عن منصبه في المجلس إلى وضع علامات استفهام عديدة حول الشخصية المُبعدة ومدى تأثيرها في المجلس والظروف التي أحاطت بملابسات الإبعاد أو النفي وهو ما قاد أيضاً إلى وضع علامات استفهام حول دوافع التحالف السعودي للإقدام على هذا العمل رغم أن التحالف ذاته هو من أنشأ وموّل وجهّز الانتقالي ومنحه الغطاء السياسي والغطاء الإعلامي أيضاً.

آخر هؤلاء القادة الذين جرى إبعادهم قسراً عن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد لملس أمين عام هيئة رئاسة المجلس الانتقالي والذي قررت قيادة الانتقالي الإطاحة به من منصبه بحجة أنه لم يعد متفرغاً للمنصب بحكم انشغاله بمنصب محافظ عدن.

وجرى اتخاذ تغريدة هجومية ضد الانتقالي نشرها سكرتير لملس الخاص في مكتب المحافظة كذريعة للإطاحة بلملس من قيادة الانتقالي، حيث كان سكرتيره الخاص في مكتب المحافظة قد نشر على حسابه بتويتر تغريدة هاجم فيها الانتقالي الجنوبي واتهمه بمحاولة إفشال لملس في أداء مهامه كمحافظ لعدن.

الإطاحة بلملس من قيادة الانتقالي فتحت ملف القيادات السابقة التي تمت الإطاحة بها من قيادة الانتقالي خلال العامين الماضيين، فقبل الإطاحة بلملمس كان التحالف السعودي الإماراتي قد أطاح أيضاً وعبر قيادة الانتقالي الحالية بنائب الأمين العام هيئة رئاسة الانتقالي الدكتور فضل الجعدي والذي كان قد تم تعيينه قبل أيام من عزله قائماً بأعمال لملس في قيادة الانتقالي إلا أن التحالف أصدر توجيهات بخروجه من عدن بشكل نهائي والانتقال للعيش في جمهورية مصر العربية، وقد حاولت قيادات الانتقالي الحالية التغطية على حدث الإطاحة بالجعدي ولملس حيث دفعت بناشطين موالين للمجلس للترويج بأن تعيين عدنان الكاف أميناً عاماً لهيئة رئاسة الانتقالي لم يكن المقصود به الإطاحة بلملس بل تغطية هذا المنصب الشاغر بعد أن غادر الجعدي مدينة عدن، ليكشف الانتقالي عن غير قصد أن الجعدي تم نفيه بأمر من التحالف من عدن إلى القاهرة لأن ذريعة تعيين الانتقالي للكاف بدلاً عن الجعدي ريثما يعود الأخير من مصر كانت مفضوحة وأتت بنتائج عكسية لما أراده المجلس حيث كشفت هذه التبريرات أن الجعدي لن يعود نهائياً إذ لا يوجد قيادي بهذا المنصب يتم تعيين شخص آخر بدلاً عنه لمجرد أنه سيغيب بضعة أيام فذلك لا يحدث إلا إذا كانت هذه المغادرة نهائية.

بهذا نكون أمام قياديين من قيادات المجلس الانتقالي تمت الإطاحة بهما خلال أقل من شهر واحد هما احمد لملس وفضل الجعدي، وبالعودة إلى الوراء – إلى ما قبل عدة أشهر – وتحديداً إلى أواخر أكتوبر العام الماضي، سنجد أن رئيس الجمعية العمومية للانتقالي ورئيس لجنة الإدارة الذاتية اللواء احمد سعيد بن بريك والذي كان أيضاً قائماً بأعمال رئيس المجلس، غادر بشكل مفاجئ مدينة عدن متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة، ولم يعد بن بريك إلى عدن منذ ذلك الحين كما أنه لم يظهر إعلامياً سوى حين قامت قيادات الانتقالي بزيارة للعاصمة الروسية موسكو في يناير الماضي على حسابهم الخاص بعد تلقيهم دعوة من مركز دراسات روسي أجرى معهم لقاءات ومناقشات إعلامية.

وبالعودة قليلاً إلى الوراء أيضاً تحديداً مطلع أغسطس 2019 سنجد أن الاستهداف الغامض الذي تعرض له منير اليافعي المعروف باسم “أبو اليمامة” قائد ألوية الدعم والإسناد التي تعد القوة العسكرية الضاربة للانتقالي والتي سيطرت على عدن وأخرجت الإصلاح وحكومة هادي من عدن في أغسطس 2018، وأدى إلى مقتله، كان هذا الاستهداف ضمن مسلسل تصفيات لأبرز قيادات الانتقالي والذي لم يعرف حتى اللحظة من هي الجهة التي استهدفته خصوصاً مع عدم إعلان قوات الحوثي مسؤوليتها عن الاستهداف بالإضافة إلى تضارب الاتهامات التي أطلقت من قبل قيادة حكومة هادي والإصلاح اللذين اتفقا على توجيه الاتهام للحوثيين في حين ذهب الانتقالي للتلميح بتوجيه أصابع الاتهام لمن وصفها قوى الإرهاب والتخريب ومن يدعون الوقوف إلى جانب التحالف وهي إشارة واضحة قصد بها الانتقالي قوات الإصلاح.

وفي مطلع مارس المنصرم كان الانتقالي سيخسر اثنين من أبرز قياداته العسكرية هما القائد العام لألوية الدعم والإسناد محسن الوالي وأركان حرب الألوية نبيل المشوشي في محاولة اغتيال نجيا منها بأعجوبة وسقط قتلى وجرحى من مرافقيهما داخل مدينة عدن، ولم نكن لنذكر هذين القائدين ضمن الشخصيات المستهدفة والمراد الإطاحة بها من قيادات الانتقالي، إلا أن ارتباط هاتين الشخصيتين بالذات بـ”أبو اليمامة” فرض علينا ربطهما في هذا التقرير.

وليس ببعيد أيضاً آخر مرة كان فيها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي موجوداً في عدن وغادر بعدها إلى السعودية بقصد المشاركة في مفاوضات مع حكومة هادي عقب أحداث أغسطس 2018 التي سيطر فيها الانتقالي على عدن ومن حينها لم يعد الزبيدي إلى عدن على الإطلاق وبقي في الإمارات تحت الإقامة شبه الإجبارية ولم يخرج منها سوى حين عاد مرة أخرى إلى الرياض للمشاركة في مفاوضات اتفاق الرياض الشكلية والتي كانت أساساً قد تمت بين الرياض وأبوظبي وجيء بالزبيدي كإجراء شكلي لمنح الاتفاق السعودي الإماراتي صبغة محلية أمام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي.

بهذا نكون أمام 5 من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي جرى الإطاحة بهم من قيادة المجلس، فالزبيدي هناك اليوم من يقوم بمهامه في عدن هو ناصر الخبجي، وأبو اليمامة قُتل في ذكرى طرد الانتقالي للإصلاح ومن بقي من مسؤولي هادي من عدن، وأحمد سعيد بن بريك أجبر على النفي إلى مصر، ولحقه مؤخراً فضل الجعدي، وها نحن اليوم أمام إقالة أحمد لملس من منصب أمين عام هيئة رئاسة الانتقالي، وبالمثل أيضاً سيطال هذا السيناريو، وفق مراقبين، بقية القيادات في المجلس التي يتم إعدادها وتحضيرها ثم تلميعها وتصعيدها إلى القيادة ليتم استغلالها فترة معينة ومن ثم يجري التخلص منها إما بالاغتيال أو النفي أو الإقالة ليأتي آخرون يكملوا مشوار تنفيذ أهداف التحالف السعودي الإماراتي التي لم تعد خفية فقط بل باتت كلاً من الرياض وأبوظبي تجاهران بها علناً دون خوف من استثارة مشاعر قبائل الجنوب والتي بدأت مؤخراً تتفجر وتتوقد غضباً ضد التحالف ومن معه من حلفاء أو “أدوات” محلية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com