منبر كل الاحرار

كيف ستؤثر عمليات إعصار اليمن للحوثيين بالإمارات على الواقع الداخلي للقوى المحلية الموالية للتحالف؟

الجنوب اليوم | خاص

 

 

يرى مراقبون إن مما لا شك فيه إن عمليات إعصار اليمن التي نفذتها قوات الحوثي على الإمارات مؤخراً سيكون لها تداعياتها ليس على مستوى الدولي والإقليمي فحسب بل والمستوى المحلي أيضاً وبما ينعكس سلباً على واقع القوى المحلية الموالية للإمارات تحديداً جنوب اليمن.

عمليات إعصار اليمن بمرحلتيها الأولى الثانية كما أطلق عليها الحوثيون والتي استهدفت مناطق حساسة واستراتيجية داخل أبوظبي ودبي واللتين جرى تنفيذهما في غضون أسبوع واحد كشفت أن تهديدات قوات صنعاء والقيادات العسكرية والسياسية للحوثيين وسلطة صنعاء بأنها ليست مجرد تهديدات للاستعراض الإعلامي وإنما قابلة للتنفيذ وهو ما شهدناه من تنفيذ للتهديدات التي أطلقها الحوثيون عقب العملية الأولى التي استهدفت الإمارات الأسبوع قبل الماضي ولم تمضِ سوى أيام قلائل حتى نفذ الحوثيون عمليتهم الثانية مستهدفين للمرة الثانية قاعدة الظفرة الأمريكية الواقعة على مقربة من العاصمة أبوظبي بالإضافة لأهداف أخرى في كل من أبوظبي ودبي، رغم أن قاعدة الظفرة يجري استهدافها للمرة الثانية حيث لم يعلن الحوثيون استهدافهم للقاعدة في المرة الأولى وجاء الإعلان بأن القاعدة استهدفت على لسان الأمريكان أنفسهم، الأمريكان أيضاً وصلت تداعيات هذه العمليات إليهم ومن الواضح أن هناك توجه أمريكي للانكفاء وعدم المواجهة والهروب من المعركة خشية أن ينعكس فشل التحالف السعودي الإماراتي على الأمريكيين أنفسهم وبالتالي يصبح الفشل العسكري محسوباً على واشنطن وليس على التحالف السعودي الإماراتي وهذا ما لا تريده واشنطن لتأثيره على سمعتها ومكانتها في المنطقة خاصة وأنها تخوض صراعاً محموماً مع القطب الشمالي المتمثل في التحالف الروسي الصيني الصاعد اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً على المستوى الدولي.

هروب الأمريكان سيدفع بالإمارات القائم اقتصادها الأساسي على الاستثمار والتجارة والترفيه والسياحة إلى الانكفاء هي أيضاً عن أي دور لها في اليمن وذلك خشية تعرضها من جديد لهجمات أخرى من اليمن خاصة مع استمرار صنعاء في تهديداتها آخرها ما هدد به المتحدث باسم قوات صنعاء يحيى سريع بشأن تنفيذ المزيد من العمليات التي قد تهدد المعرض الدولي إكسبو حيث نصح سريع منظمي إكسبو إلى نقله خارج الإمارات لكون الأخيرة لم تعد بلداً آمناً، فاقتصاد الإمارات إذن قائم على الحفاظ على درجة عالية من مستوى الأمان والاستقرار ولا يمكن لأي استثمار أن يستمر إذا ما استمرت التهديدات اليمنية المنطلقة من صنعاء على الإمارات.

وبما أن انكفاء الإمارات عن أي دور لها في اليمن هو هدف قوات صنعاء من عملياتها العسكرية الأخيرة فإن أبوظبي، وفي ظل الهروب الأمريكي من مواجهة فشل حماية الإمارات من الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين، ستسارع إلى رفع يدها عن أي دعم أو دور عسكري لها في اليمن، وهو ما سينسحب بالتالي على واقع القوى العسكرية المحلية التابعة لها كألوية العمالقة والمجلس الانتقالي الجنوبي ومليشياته.

الواضح والمؤكد أن القوى المحلية المدعومة والتابعة للإمارات ستشهد حالة من التفكك والشلل والتلاشي تدريجياً، فبمجرد انقطاع الدعم المادي والعسكري ووقف الغطاء الجوي الإماراتي لها في جبهات القتال ستسرب منتسبوا قوات العمالقة المتواجدين في جبهات القتال تدريجياً ويعودون إلى أسرهم وعوائلهم لأن بقاءهم في الجبهات مرهون ببقاء استمرار تدفق الراتب الشهري الممنوح لهم من السعودية والبالغ 1500 ريال سعودي لكل فرد وهو ما يجعل من هؤلاء باقين في جبهات القتال وما دون ذلك فإن لا شيء يساوي تقديمهم لأنفسهم وأجسادهم وقود حرب لصالح الإمارات أو السعودية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com