منبر كل الاحرار

سقوط مهني وتوظيف سياسي مفضوح لحريق في تعز بسوق سوداء للمشتقات النفطية

الجنوب اليوم | خاص

 

اندلع حرقيق في منطقة دمنة خدير جنوب محافظة تعز في مكان تتجمع فيه كميات من المشتقات النفطية التي يتم شراؤها من سوق سوداء رئيسية في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة المدعومة من التحالف.

وعلى الرغم من سقوط ضحايا وحدوث خسائر مادية كبيرة تمثلت باحتراق 5 سيارات و3 دراجات نارية، إلا أن وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح وقنوات التحالف في السعودية والإمارات عملت على توظيف الحدث المأساوي “بطريقة غير أخلاقية ومتجردة من كل القيم الإنسانية” بحسب وصف الصحفي أحمد الكمالي المتخصص بالأخلاقيات الصحفية والإعلامية.

وقال الكمالي في تصريح خاص للجنوب اليوم، إن وسائل إعلام الإصلاح والتحالف استغلت حدوث الحريق في منطقة فوفلة بعزلة دمنة خدير جنوب تعز لتوظيفه سياسياً ضد خصومها الحوثيين بغرض محاولة إدانتهم واتهامهم بوجود سوق سوداء في مناطق سيطرتهم، على الرغم من أن هذه السوق ورغم كونها موجودة في منطقة تعتبر من مناطق سيطرة حكومة الحوثيين جنوب تعز إلا أن مكان تواجد السوق هو على مقربة من سوق سوداء تعتبر سوقاً مركزية في منطقة العين المجاورة لدمنة خدير والخاضعة لسيطرة الحكومة الموالية للتحالف.

وإضافة للاستغلال السياسي للحدث المأساوي، حاول إعلام التحالف والإصلاح تضخيم الخسائر والادعاء بأن الحريق أدى لتدمير عشرات السيارات فيما عدد السيارات التي احترقت فقط بحسب ما هو واضح من الصور التي انتشرت على وسائل الإعلام الاجتماعي 5 سيارات فقط و3 دراجات نارية.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت إلى أن السوق السوداء المركزية في منطقة العين بنطاق مناطق سيطرة حكومة الشرعية هي ذاتها التي تقوم بتغذية السوق السوداء في منطقة فوفلة بدمنة خدير الواقعة بمناطق سيطرة حكومة الحوثيين، كما قال مصدر خاص إن التجار المالكين للسوق السوداء المركزية في منطقة العين هم أنفسهم من يبيعون المشتقات النفطية في منطقة فوفلة بدمنة خدير عبر أقاربهم حيث تتداخل المناطق والقرى في مناطق سيطرة الحوثيين مع القرى الأخرى في مناطق سيطرة التحالف وهو ما يسهل نقل المشتقات النفطية في جالونات كبيرة على متن سيارات نقل صغيرة الحجم، ونظراً للاحتياج الشديد للمشتقات النفطية في دمنة خدير كغيرها من المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة حكومة الحوثيين بسبب مضاعفة الحصار عليها من قبل التحالف لإجبارها على شراء المشتقات النفطية عبر عدن رغم تكلفتها الباهضة وفارق السعر الكبير فيما لو تم الشراء والاستيراد للمشتقات عبر ميناء الحديدة فإن المواطنون في تلك المناطق يضطرون للشراء من السوق السوداء رغم سعره المرتفع.

وكان التوظيف السياسي للحدث المأساوي من قبل إعلام التحالف مسيئاً جداً لها وانتهاكاً للأخلاقيات الإعلامية والصحفية والمهنية وفق عدد من الصحفيين والناشطين والذين علق بعضهم على تغطية إعلام الإصلاح للحدث بالقول إنه “ليس كل شيء يمكن توظيفه سياسياً ضد الخصم.. احترموا قليلاً مشاعر الجرحى ومن فقدوا سياراتهم ودراجاتهم”، في حين استنكر آخرون هذا التوظيف بالقول إن “ما حدث من مأساة لا يحتمل سخافات إعلام الإصلاح ولولا إغلاق التحالف لميناء الحديدة لما كان هناك سوق سوداء في هذه المناطق علماً أنه حين كان الحوثيون يستوردون المشتقات النفطية ويدخل من ميناء الحديدة كانت أسعار المشتقات منخفضة ومتوفرة على مدار 24 ساعة في محطات البترول بينما كانت المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف والمجاورة لدمنة خدير تفتقر للمشتقات النفطية ويأتي أبناء تلك المناطق لشراء احتياجاتهم من المشتقات من الدمنة ولم يكن الحوثيون يمنعونهم أو يجبرون المواطنين على إفراغ سياراتهم من البترول عند النقاط الفاصلة بين مناطقهم ومناطق الشرعية كما كان يحدث العكس للأسف من قبل نقاط الشرعية”.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com