منبر كل الاحرار

مركز الدراسات الدولي “كارنيجي”: المجلس الرئاسي يكرس الانقسام بمعسكر خصوم الحوثي

الجنوب اليوم | ترجمة خاصة

 

قالت دراسة أعدتها باحثة بمركز “كارنيجي” لدراسات الشرق الأوسط، إن المجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية كبديل عن سلطة عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر من مجموعة قيادات القوى المؤثرة والفاعلة على الأرض التي تقود مليشيات غير نظامية، هو مجلس يكرس المزيد من الانقسام في المعسكر المناهض للحوثيين في اليمن وهو تكرار للفشل السابق الذي منيت به السعودية سابقاً في محاولة تجميع الكيانات المفرخة جنوباً وشرقاً ضد الحوثيين وفشلت في نهاية المطاف.

وقال المركز في دراسته الأخيرة التي ترجمها “الجنوب اليوم”، إن هذا المجلس يمثّل أطراف كثيرة لها مصالح فيما ستؤول إليه البلاد، ولكنه مجلس ليس متماسكًا بطريقة تسمح له باتباع آلية فعالة لاتخاذ القرارات. وفي الوقت ذاته، يكشف المجلس الرئاسي الانقسام المستمر في البلاد، ما يسلّط الضوء على فشل المحاولات السابقة لتشكيل ائتلاف في المعسكر المناهض للحوثيين، فقد منيت معظم الجهود السابقة بإخفاق ذريع بسبب الخصومات الطاغية بين القوى والأجندات المتنافسة.

وأضافت الباحثة إلينورا أردماغني التي أعدت هذه الدراسة بالقول “وهو الانقسام نفسه الذي ينسحب على المجلس الرئاسي. فعلى سبيل المثال، عيدروس الزبيدي، العضو في المجلس، هو رئيس ما يُسمّى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي انضم رسميًا إلى الحكومة المعترف بها منذ أواخر عام 2019. ومن الأمثلة الأخرى على التنافس على صعيد الأولويات أن طارق صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية، وأبو زرعة، قائد ألوية العمالقة، هما عضوان في مجلس القيادة الرئاسي على الرغم من انتمائهما رسميًا إلى تحالف القوى العسكري في الساحل الغربي بقيادة صالح. إذن، في ضوء التناقضات الداخلية الكثيرة، قد لا يتمتع المجلس بالقوة الكافية للتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين.

وقالت “لسوء الحظ، وعلى الأرجح، لن تتبدد الخلافات السياسية بين أعضاء المجلس بشأن السيطرة على الأراضي وترتيب هرم القيادات، إضافة إلى ذلك لاتزال الخصومات المحلية قائمة، فقد تمكّن عدد كبير من أعضاء المجلس، مثل المحافظَين النافذَين في مأرب وحضرموت، من فرض مناطق سيطرة على الأرض بحكم الأمر الواقع، من خلال الاستعانة بشبكات عسكرية واقتصادية، سيكون من الصعب دمجها في إطار وطني.

ولفتت إلى أن  مسألة الدعم الإقليمي  تكتسب أهمية محورية أيضًا، ما يضع عائقًا إضافيًا في الطريق نحو التماسك السياسي. مثلا، مارست السعودية، التي تسعى إلى تنفيذ استراتيجية للخروج العسكري من اليمن، ضغوطًا قوية كي يقوم هادي بنقل السلطة إلى المجلس. كما تقدّم الرياض دعمًا كاملًا للدور القيادي الذي يتولاه العليمي.

وأوضحت أن واقع الحال هو أن كثيرًا من أعضاء المجلس تربطهم علاقات مهمة بالإمارات العربية المتحدة لأن أبو ظبي تقدّم الدعم لقواتهم العسكرية. بالنسبة إلى العليمي، يُشكّل بناء شكل من الإجماع السياسي بين أعضاء المجلس الخطوة الأولى – وهي خطوة بالغة الصعوبة – لإشراك الحوثيين في مفاوضات من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهذا يعطي أملا بأن يقود في نهاية المطاف إلى وضع حد للحرب.

واعتبرت المجلس المعيَّن حديثًا، بغض النظر عن فعاليته، صورة مصغّرة حقيقية عن توازنات القوى الراهنة في اليمن الذي تحوّل إلى مجموعة من الدويلات التي تحكم أجزاء من الأراضي اليمنية.

وختمت الباحثة الغربية بالقول إن “المجلس الرئاسي يتيح فرصة أمام اليمن لإجراء مفاوضات شاملة، على الرغم من أن الأجندات المتباينة لأعضائه قد تتحول بسهولة إلى عائق سياسي في الطريق نحو الاستقرار”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com