منبر كل الاحرار

الجنوب اليوم يكشف دور الرياض في تحريك ورقة الإنفصال  ؟

الجنوب اليوم | خاص

 

بعيداُ عن ربط تحركات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات،  عيدروس الزبيدي ، الأخيرة  ، بصراع النفوذ السعودي الإماراتي ، فوصول الزبيدي وإلى جانبه عدد من قيادات المجلس الانتقالي إلى المكلا يوم أمس على متن طائرة إماراتية،  كان بضوء أخضر سعودي ، خاصة وأن التحركات التي يقوم بها الزبيدي منذ عودته مع رئيس المجلس الرئاسي أواخر الشهر الماضي ، كانت بالتنسيق مع السفير السعودي لدى اليمن ، محمد آل جابر ، الذي زار الزبيدي خلال زيارته الأخيرة لمدينة عدن ، وكأنه مباركاً لنجاح انعقاد اللقاء التشاوري الذي عقد بمقاطعة معظم المكونات الجنوبية ، وفي ختام اللقاء أعلن الانتقالي عن ميثاق وطني يسمى الدولة الجديدة ونظامها السياسي والإداري، ومع ذلك التزم رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي الصمت ، وسرعان ما التقي الأخير بالزبيدي في قصر المعاشيق خلال ساعات من انتهاء اللقاء التشاوري ، ليس ذلك وحسب ، بل أن الرياض تعاملت ببرود مع تعيين عبدالرحمن المحرمي المحسوب عليها وفرج البحسني الأقرب لها نائبين للزبيدي في رئاسة المجلس الانتقالي ، رغم  أن تعيين نائبين في الرئاسي سيعزز نفوذ الإمارات في المجلس ، وهو ما يتناقض مع توجهات السعودية ونفوذها في المحافظات الجنوبية،  يضاف إلى أن مواقف طارق صالح وعثمان مجلي وعبدالله العليمي وسلطان العرادة أعضاء مجلس الرئاسة العدمية من تصعيد الانتقالي دعوات الانفصال بشكل علني ، يضاف إلى أن صمت الأحزاب الموالية للرياض ،  يؤكد أن ماجرى ويجري مجرد ترتيبات سعودية بدعم بريطاني أمريكي يتصدرها الانتقالي بإشراف السفير السعودي آل جابر الهدف الأول والأخير منها مقايضة صنعاء في أي جولة مفاوضات قادمة ، واستخدام  الانفصال ورقة سياسية لتسوية طاولة المفاوضات مع صنعاء ، وفي حال قبول الأخيرة على تقديم تنازلات مقابل إسقاط تلك الدعوات سينكشف الزبيدي ، الذي انقلب على الرئيس السابق هادي ، بعد إقالته من منصب محافظ عدن في مايو ٢٠١٧ ، وانقلب على حكومة معين أواخر العام ٢٠١٩ ، وفرض إدارة ذاتية لأشهر ، وسرعان ما تراجع عن تلك الخطوات بعد تلقيه ضغوط سعودية ، ليعود كشريك رئيسي لنظام ٧/٧  ، وفق” اتفاق الرياض ” ، وأصبح جزء لا يتجزأ من حكومة الشرعية.
اللافت في الأمر  ، أن الزبيدي عضو المجلس الرئاسي التابع للشرعية والمشكل في الرياض مطلع أبريل من العام الماضي،  لم يعلن انسحابه من المشاركة في نظام ٧/٧ ، ولم يعلن الانتقالي تعليق مشاركته في حكومة معين عبدالملك في عدن،  بل يتمسك بمشاركته في مختلف مؤسسات الحكومة في عدن كشريك في نظام ٧/٧ ، وليس كمناهض ومعارض للنظام،  وحامل قضية ومشروع،  ورغم تلقي عيدروس الزبيدي انتقادات خلال اللقاء التشاوري الذي عقد مطلع الشهر الجاري في عدن ، انتقادات على بقاء الانتقالي كشريك في حكومة معين،  وبقاءه نائباٍ لمجلس العليمي،  إلا أنه تجاهل تلك الانتقادات ولم يعرها أي اهتمام.
حتى الآن، لا مؤشرات لأي انزعاج سعودي من تحركات الانتقالي الأخيرة في المكلا ، بل أن القوات السعودية التي استلمت مطار الريان الأسبوع قبل الماضي من الإمارات،  فتحت صالات المطار الزبيدي ورفاقه ولم تعترض القوات السعودية التي تتحكم بمسار مطار عدن الزبيدي من السفر جواً إلى المكلا ، كل هذه المؤشرات تؤكد أن تحركات الانتقالي التي يقودها الزبيدي والانتقالي والتي تأتي في إطار مساعي  الانفصال ، تجري بضوء أخضر سعودي  والتنسيق مع العليمي ورفاقه في المجلس الرئاسي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com