منبر كل الاحرار

في ذكرة 30 نوفمبر “اليمن تحت الاحتلال السياسي من الخارج”

الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ عبدالله الضب
تطل علينا الذكرى السادسة والخمسون من العيد الوطني المجيد ال30 من نوفمبر عام 1967م عيد الجلاء وهو أستقلال اليمن وخروج آخر جندي من المستعمر البريطاني في جنوب اليمن والتي كانت مدينة عدن مقر للمستعمر منذُ أن وطأت أقدام الغازي الأجنبي في يناير من العام 1839م .

مكث المستعمر البريطاني قرن ونيف حتى نشأت فصائل المقاومة الوطنية معلنة قيام ثورة شعبية لتحرير كل بقعة في جنوب اليمن بإمكانيات متواضعة ذاتية واقفة بكل شجاعة وبسالة أمام قوة عسكرية هائلة أنذاك كأقوى دولة في العالم أستطاعت أحتلال وأستعمار الكثير من بلدان العالم .

ال30 من نوفمبر من العام 1967م لم تُكن المحطة الأولى بل سبقت ذلك أربعة أعوام مليئة بالنضال والتضحيات بدأت الثورة وأندلعت شرارة التحرير من أعلى قمم جبال ردفان في ال14 من أكتوبر للعام 1963م حتى أستكلمت الثورة كل أهدافها بإقامة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية مستقلة على أراضيها ، غير قابلة للوصاية الخارجية .

كما هو معلوم بأن الثورة الوحيدة في اليمن شمالآ وجنوبآ هي تلك الثورة ماعدا ذلك فهي إنقلابات عسكرية داخلية لأن مصطلح الثورة يطلق على مواجهة العدو الخارجي الغازي للبلاد رسخت أهداف ثورة أكتوبر ونوفمبر في قلوب وأفكار أجيال الأمس واليوم بكل فخرآ وإعتزاز واضعة رموز الثورة وسام على صدور تلك الأجيال .

يحتفي اليوم اليمنيون بهذه المناسبة العظيمة على مدى 56 عام لكن أحتفاؤنا اليوم مختلف عن أحتفاءنا بها قبل تسعة أعوام حيث كان اليمنيين يحتفلون في ظروف مغايرة تمامآ عن ما هو حاصل اليوم ، حيث أن اليمن شمالآ وجنوبآ يعيش التشرذم والإنقسام والتفكك بمختلف المجالات .

أن الأحتلال اليوم لليمن هو أحتلال سياسيآ وأقتصاديآ
من قبل التدخلات الخارجية
وليس هذا فحسب بل أن قرار اليمن اليوم لا تمتلكه السلطة اليمنية مع بقاء اليمن في بند الأمم المتحدة تحت الوصاية الدولية والأقليمية
وذلك لا يختلف كثيرآ عن الأحتلال العسكري من قبل الاستعمار البريطاني .

بل قد نقول بأن أحتلال الغازي الأجنبي أضاف إلية مصطلح المستعمر والأستعمار هو البناء والتشييد حيث عمل الغازي الأحنبي حينذاك على إنشاء العديد من المشاريع العملاقة والمستدامة التي إلى يومنا هذا قائمة ويستفاد منها ناهيك عن المؤسسات الخدمية والعلمية .

بينما الأحتلال السياسي والوصاية الدولية التي يمر بها اليمن في تاريخنا الحاضر
لم تمنح لليمنيين عدا الفقر والجوع وإنهيار الخدمات والصراعات الداخلية بين الأطراف في الداخل إلى جانب فقدان اليمن للسيادة الوطنية سيادة البلاد وهيمنة الحكومة على كل مفاصل الدولة .

هل بنظرك عزيزي القارئ سيشهد اليمن ثورة حقيقة تتمكن من القضاء على الأحتلال السياسي في القريب أو أن اليمن يحتاج إلى سنوات طويلة كما حدث في السابق للتغيير ؟

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com