منبر كل الاحرار

الانتقالي يعيد نظام عفاش وتحالف 7/7 لحكم الجنوب من داخل عدن (تقرير)

الجنوب اليوم | تقرير

 

في 27 أبريل من العام 1994م، ألقى الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، خطاب إعلان الحرب على المحافظات الجنوبية بعد خلافات بينه وبين شركائه في الحكم الذين تحالف معهم وأعلنوا جميعاً حكماً موحداً للجغرافيا اليمنية تحت قيادة ورئاسة واحدة يتشارك في سلطتها من هم في صنعاء ومن هم في عدن، وفي أبريل من العام 2017 أعلن عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي صنعته الإمارات جنوب البلاد ليصعد الانتقالي لفرض سيطرته وسلطته في بعض المناطق جنوب اليمن وعلى رأسها عدن ويعلن عن مشروع استعادة (دولة الجنوب)، واليوم في 27 أبريل 2024 وبعد 30 عاماً، أعاد الانتقالي الجنوبي أبناء عفاش وأركان نظامه لحكم الجنوب وعدن من داخل قصر معاشيق بينما قادة المجلس الانتقالي الذين صعدوا على أكتاف ودماء أبناء الجنوب يشاركون عفاش في السلطة بل يعملون كموظفين في سلطة عفاش وأركان نظامه، فعيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي هو نائب رشاد العليمي رئيس المجلس القيادي الذي يعتبر أحد أركان ورموز نظام علي عبدالله صالح، والزبيدي أيضاً يشاركه في السلطة نجل شقيق صالح، طارق صالح والذي قاتل بداية الحرب في اليمن مع قوات أنصار الله “الحوثيين” في عدن بل إن أغلب القوات التي نزلت إلى عدن في 2015 كانت من أفراد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يديرها آنذاك أبناء صالح، ولم يكن للحوثيين سوى عدد قليل من المقاتلين في عدن، إذ أن الاندفاع العسكري نحو عدن في 2015 كان بقرار من علي عبدالله صالح وليس بقرار من قيادة أنصار الله الحوثيين حسب ما كشفه حزب الإصلاح مطلع العام 2018 والذي كان رافضاً لانضمام طارق صالح لجبهة التحالف السعودي كون طارق هو من قاد الحرب ضد عدن في 2015 وليس الحوثيين.

 

 

الانتقالي يتشارك السلطة مع الإصلاح شريك صالح في حرب 94م

وتحل ذكرى إعلان نظام عفاش الحرب على جنوب اليمن في 27 أبريل 1994م، والمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، يتشارك السلطة تحت قيادة نظام عفاش الجديد، مع أبرز خصومه الآن وخلال السنوات السبع الأخيرة، وهو أيضاً شريك صالح ونظامه في الحرب على أبناء الجنوب في 94م، إنه حزب الإصلاح الذي لديه تمثيل في المجلس القيادي الرئاسي المشكل سعودياً بقيادة العليمي مثلما لدى الانتقالي تمثيل أيضاً في هذا المجلس والذي لا يزال حتى اليوم وبعد مرور عامين على تشكيله، لا يزال سلطة شكلية وشبه منفية ولا تستطيع فرض قرار سيادي واحد في المناطق التي يفترض أنه يسيطر عليها جنوب وشرق اليمن.

لا يزال حزب الإصلاح ممثلاً وبقوة في حكومة التحالف السعودي، بل إن رئيس الوزراء الحالي أحمد عوض بن مبارك القادم من حزب الإصلاح والذي دفع به الحزب للواجهة منذ العام 2012 ليكون هو أمين عام مؤتمر الحوار الوطني 2013، هو اليوم يرأس الحكومة التي يشارك فيها المجلس الانتقالي بخمسة وزراء، كما أن حزب الإصلاح شريك رئيسي للانتقالي في المجلس القيادي الرئاسي، فعبدالله العليمي باوزير الذي كان مدير مكتب الرئيس المعزول سعودياً عبدربه منصور هادي، وأيضاً سلطان العرادة محافظ مأرب وعضو المجلس القيادي نائب رشاد العليمي هو أيضاً من أبرز قيادات الإصلاح.

الحوثي ضد حرب 94م

لعل من المفارقات العجيبة في الأزمة اليمنية، أن تجد المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالانفصال وإعلان دولة جديدة تسمى (الجنوب) ومن يقدم نفسه بأنه حامل لواء “القضية الجنوبية وشعب الجنوب المضطهد” وهو الشعور الذي تولد لدى الجنوبيين بسبب حرب صيف 94م التي شنها علي عبدالله صالح ضد ضدهم، من المفارقات أن تجد هذا المجلس يتحالف اليوم مع من حاربوا الجنوب في الأمس لقتال من وقف ضد حرب صيف 94م وأعلنها صراحة من داخل صنعاء وصعدة شمال اليمن رافضاً تلك الحرب.

حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس حركة أنصار الله (الحوثيين) التي تقود اليمن اليوم في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي دعماً ومناصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كان في عام 94م عضواً في البرلمان اليمني (الموحد) وكان هو البرلماني الوحيد في هذا البرلمان الذي أعلن موقفاً صريحاً برفض الحرب التي يشنها نظام صالح وشريكه الإصلاح ضد أبناء المحافظات الجنوبية وضد شركاء صالح في السلطة من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، وقد كلف الحوثي هذا الموقف ثمناً كبيراً عواقب وخيمة حيث بدأ صالح بمحاربته منذ ذلك الحين إلى أن وصل الأمر إلى شن صالح حرباً عسكرية في العام 2004 ضد حسين الحوثي في محافظة صعدة، كتلك التي شنها على الجنوبيين، وانتهت هذه الحرب التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية حسب ما كشفته وثائق ويكليكس، بمقتل الحوثي والآلاف من أنصاره.

كما أن من المفارقات أن يصدر شركاء الانتقالي اليوم في السلطة (حزب الإصلاح ورحاله الدينيين) فتوى دينية بوجوب القتال ضد أبناء الجنوب في العام 94م، في المقابل كان رجل الدين الوحيد في شمال اليمن الذي أصدر فتوى بحرمة قتال أبناء الجنوب وحرمة قتل اليمنيين وسفك دمائهم هو والد حسين الحوثي، العلامة بدر الدين الحوثي، والذي يشترك اليوم كلاً من الانتقالي الجنوبي والإصلاح ورموز نظام عفاش في محاربة أنصاره وحركته الثورية (أنصار الله) التي قادت احتجاجات في العام 2014 انتهت بالإطاحة بنظام هادي وطرد السفيرين الأمريكي والسعودي وما كانا يمارسانه من وصاية على اليمن شمالاً وجنوباً.

عودة نظام 7/7

قبل عدة أشهر وفي محاولة من رشاد العليمي العنصر البارز والركن المهم في نظام علي عفاش، أصدر توجيهاً بتعويض المتضررين من الحرب التي شنها زعيمه صالح في 94م ضد الجنوبيين.

منذ ذلك وحتى اليوم لا يزال قرار العليمي مجرد حبر على ورق، وهو ما يراه مراقبون أنه دليل على أن نظام عفاش وتحالف 7/7 لن يعترف بخطأه ولن يصلح ما أفسده سابقاً ولن يعيد للجنوبيين حقوقهم وأموالهم وممتلكاتهم ومؤسساتهم التي تم نهبها في وضح النهار من قبل أركان نظام عفاش والإصلاح بموجب فتاوى دينية أصدرها الإصلاح شرعنت له ولعفاش وبدون رحمة نهب الجنوب بل وقتل أبنائه وتشريد كوادره وتهميش قياداته وجعلهم يعيشون بقية أعمارهم فقراء يبحثون عن تأمين وجبة غداء بينما كانوا قيادات دولة في مناطقهم.

وبعد 30 عاماً من تلك النكبة التي كان يجب أن تعالج برد المظالم وإعادة صياغة الوحدة على أسس تشاركية حقيقية، جاء من أبناء الجنوب من يعيد تحالف 7/7 إلى الحكم من جديد ومن داخل قصر معاشيق في عدن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com