منبر كل الاحرار

الإصلاح يعيد لكعب إلى واجهة الصراع في شبوة  

الجنوب اليوم | خاص

 

لن يتوقف حلم الإصلاح بالعودة إلى حقول شبوة النفطية. على مدى السنوات الماضية، الحزب الذي تمكن من تحويل محافظة شبوة الغنية بالنفط إلى معقل ثانٍ له، وفقده في العام 2021 بشكل كلي بعد سيطرة الإمارات عبر المجلس الانتقالي الجنوبي عليه بقوة السلاح، عمل على ترتيب أوراقه عسكرياً وتنظيمياً هذه المرة بدعم سعودي ليعود إلى الواجهة اليوم باستعراضه القوة في معسكر عارين الواقع في المحافظة نفسها.

 

تحت مسمى قوات الطوارئ وبقيادة العميد “عبدربه لكعب الشريف”، القائد السابق لقوات الأمن الخاصة في شبوة وهو محسوب على حزب الإصلاح، أعلن الحزب عودته إلى شبوة من مديرية عرما التي تبعد نحو 180 كيلومتراً شرق مدينة عتق.

 

توقيت عودة لكعب إلى شبوة بقوات طوارئ ضخمة وبتسليح سعودي حديث جاء في أعقاب تصاعد الأزمة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبين قبائل شبوة، وفي وقت فقد فيه الانتقالي الحاضنة الشعبية في المحافظة على خلفية سوء تعامله مع أبنائها وتعمده إقصاءهم من المعسكرات والجانب الأمني، ما أثار موجة استياء عارمة في أوساط قبائل شبوة التي رفضت تلك السياسات واعتبرت ما يحدث أشبه باحتلال للمحافظة، وهو ما قد يساهم في عودة لكعب وحزب الإصلاح مرة أخرى مقابل تآكل سيطرة ونفوذ الانتقالي والتشكيلات العسكرية الموالية لأبوظبي.

 

مصادر محلية قالت إن القوات الجديدة التي يقودها لكعب الناقم من الانتقالي تلقت تدريبات مكثفة ومتقدمة في المعسكر، وسط اهتمام خاص ودعم لوجستي وتقني من المملكة العربية السعودية، فيما لا تزال دفعات جديدة من المجندين تنضم إلى البرنامج التدريبي بشكل مستمر.

 

هذه الخطوة تزامنت مع تصاعد الانفلات الأمني في المحافظة وفشل الانتقالي في ضبط الملف الأمني في شبوة. ورغم غموض المهام التي ستوكلها الرياض لهذه القوات الأمنية الجديدة، إلا أن عودة العميد “عبدربه لكعب” إلى قيادة قوة أمنية بعد سنوات من الإقصاء، وإسناد مهمة قيادة قوات الطوارئ له، رسالة واضحة من السعودية التي تحالفت مع الإصلاح في شبوة ضد الإمارات وحلفائها في المحافظات الجنوبية، خاصة وأن العميد لكعب يعرف بمواقفه المناهضة للنفوذ الإماراتي في محافظة شبوة، إلى جانب كونه من أبرز خصوم المجلس الانتقالي منذ العام 2018، ما يجعل من عودته إلى الواجهة العسكرية تطوراً لافتاً قد يعيد رسم خريطة التوازنات في المحافظة النفطية، كما كان أحد القيادات الأمنية التي اعتمد عليها المحافظ السابق “محمد صالح بن عديو” في مواجهة النفوذ الإماراتي وتثبيت الأمن في محافظة شبوة.

 

يُذكر أن آخر ظهور علني للعميد لكعب كان خلال أحداث أغسطس عام 2022، حين رفض قراراً بإقالته من منصبه كقائد لقوات الأمن الخاصة بتوجيه من أحد الضباط الإماراتيين المقيمين في منشأة بلحاف. وبعد رفضه القرار، سيطرت قواته مؤقتاً على مدينة عتق قبل أن تتدخل قوات العمالقة بدعم إماراتي وتحاصر المدينة، مما أسفر عن مقتل القائد “عبدربه شقم الباراسي”، قائد وحدة التدخل السريع في قوات لكعب، وسقوط المدينة في يد القوات المدعومة من الإمارات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com