الإمارات تعلن مجدداً سحب قواتها من اليمن.. وعود سابقة لم تكتمل تثير شكوكاً حول الجدية والتنفيذ
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
في خضم تصاعد حاد للأزمة في جنوب وشرق اليمن، أعلنت دولة الإمارات سحب ما تبقى من قواتها المختصة بمكافحة الإرهاب من البلاد، وذلك ردا على طلب يمني رسمي بالانسحاب خلال 24 ساعة وضربة جوية سعودية استهدفت شحنة في ميناء يسيطر عليه حليف إماراتي.
وجاء إعلان وزارة الدفاع الإماراتية، الذي وصف الخطوة بأنها “بمحض إرادتها” وفي “إطار تقييم شامل لمتطلبات المرحلة”، بعد ساعات فقط من قيام طائرات التحالف الذي تقوده السعودية بقصف “محدود” استهدف أسلحة وعربات قتالية في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت. وكان التحالف قد ذكر أن الشحنة وصلت على متن سفن قادمة من الإمارات دون تصريح، لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيطر على المحافظة مؤخراً.
يذكر أن هذا الإعلان الإماراتي ليس الأول من نوعه، حيث سبق وأن أعلنت أبوظبي في مناسبات سابقة عن انسحاب قواتها أو إعادة انتشارها دون أن يتحول ذلك بالكامل إلى حقيقة ملموسة على الأرض، مما يثير تساؤلات حول الجدية الفعلية والسرعة المتوقعة لهذا الانسحاب الأخير في ظل تعقيدات المشهد.
وكان مجلس القيادة الرئاسي اليمني في عدن قد ألغى اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات وطالبها بإخراج قواتها خلال يوم واحد، في خطوة انفرادية قوبلت برفض من أربعة أعضاء بارزين في المجلس نفسه، مؤكدين على عمق الشراكة الاستراتيجية مع أبوظبي، مما كشف عن انقسام حاد داخل السلطة اليمنية المعترف بها إقليمياً.
من جهتها، دعت السعودية، شريك الإمارات الأساسي في التحالف العسكري السابق، بشكل علني إلى استجابة أبوظبي للطلب اليمني، معتبرة أن تحركات الإمارات عبر دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي تشكل “تهديداً للأمن الوطني السعودي”، في إشارة واضحة إلى تغير التحالفات وتصاعد حدة الخلاف بين البلدين الخليجيين حول ملف اليمن.
وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً قد سيطرت بشكل مفاجئ وسريع على محافظتي حضرموت والمهرة الحدوديتين مع السعودية، في خطوة اعتبرها مراقبون جزءاً من صراع نفوذ إقليمي أوسع، وقد صعد المجلس من خطابه مؤكداً أن إعلان “دولة الجنوب” أصبح أقرب من أي وقت مضى.
تضع هذه التطورات السريعة السعودية أمام تحدٍ أمني مباشر على حدودها الجنوبية الطويلة، وتكشف عن عمق الانقسام الإقليمي، بينما يبدو المشهد اليمني أكثر انشطاراً وتوجهًا نحو مزيد من التفتت، في ظل غياب أي حل سياسي شامل.