منبر كل الاحرار

المجلس الإنتقالي يبيع القضية الجنوبية بثمن بخس (تقرير )

الجنوب اليوم | خاص

 

بعيداً عن نشوة انتصار المجلس الانتقالي وحكومة هادي الناتجة عن توقيعهما على إتفاق جدة الموقع أمس برعاية سعودية ، تسبب الإتفاق المعلن باتساع إنشقاق المكونات الجنوبية وعزوف كبير من قبل قواعد الحراك الجنوبي الشعبي والسلمي، فالانتقالي الجنوبي المصنوع إماراتيا ً نجح في العودة إلى حكومة هادي مرة أخرى بعد ان اقيل رئيسة عيدروس الزبيدي من منصبه مطلع مايو 2017م من قبل هادي ليأسس رداً على تلك الخطوة المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون مدعوم من أبوظبي ، حمل شعارات الثورة الجنوبية وأعتمد علم الجنوب علم رسمي وسعى لحشد الناس وهيج الجماهير تحت شعارات القضية الجنوبية ، عيدروس الزبيدي الذي قدم نفسة كمنقذ للجنوب خلال العامين الماضيين ، تحول اليوم إلى شريك بوزارتين فقط في حكومة نظام 7/7 بعد أشهر من طرد كافة أبناء الشمال من الباعة والبساطين ونهب أصحاب المحال التجارية واقتحام منازل أبناء الشمال ونهب ما فيها ، تنفيذاً لتوجيهاته بالاستعداد لإغلاق المنافذ البرية والبحرية مع الشمال وإعلان دولة الجنوب كأمر واقع ، وعقب تلك الانتهاكات أستخدم القوة العسكرية ليسيطر على عدن ويعلن في العاشر من أغسطس الماضي عن عودة محافظة الجنوب لأول مرة بعد 27 عام من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي قال الزبيدي وبن بريك انها إنتهت وأصبحت كابوساً مزعج من الماضي ، ولكن من قدم نفسة لأبناء الجنوب كبطلاً قومي سقط في أول صفقة وقدم القضية الجنوبية على طبق من ذهب لحكومة 7/7 ، بل التزم بتجميد القضية والتزم بإسقاط كافة اعلام الجنوب ورفع علم الوحدة اليمنية .
وزارتين فقط ومنصب محافظ في حكومة رمزية لا وجود لها على الأرض ولا قوة ولا شرعية هي قيمة القضية الجنوبية وثمن الجنوب الذي حصل عليه المجلس الانتقالي الجنوبي من جراء بيعة القضية الجنوبية وخيانته لدماء الشهداء، ومع ذلك يحاول ان يسوق انه نجح في تحقيق مصالح مهمة للجنوب وهو الادعاء لا صحة له، والذي أدركه ملايين الجنوبين الذين ينتظرون اليوم عودة الحراك السلمي الجنوبي المطالب بالاستقلال وإستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني، فالانتقالي الجنوبي أصبح مكوناً من مكونات نظام صنعاء ، ولم يعد يمثل الجنوب ولم يكن وان حاول تصدير نفسة خلال الفترة الماضية ، والمكونات الجنوبية الاصيلة التي أعلنت رفضها اتفاق الخيانة والخنوع بين حلفاء التحالف في الرياض ، ورفضت وترفض الوجود العسكري الأجنبي السعودي والإماراتي والسوداني وغيره ذلك من قوات غزو واحتلال ، تستعد في كل محافظات الجنوب لاستئناف المسيرات والمظاهرات واعداد برامج التصعيد الشعبي ضد كل المحتلين رافعتاً راية الجنوب ومتمسكة بمبادي واهداف وغايات الثورة الجنوبية التي قادها الحراك الجنوبي السلمي منذ العام 2007، وسقط فيها المئات من شهداء الجنوب .
وبينما لاتزال المكونات الحراكية الجنوبية تستعد للإعلان التاريخي الرافض لاتفاق جدة، عبرت عدد من المكونات الجنوبية من أي عملية تسوية أو ترتيبات تخص القضايا الوطنية والجنوبية في حوار جدة بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
واعتبر مؤتمر حضرموت الجامع أي ترتيبات تخص القضايا الوطنية وخاصة الجنوبية والتي حضرموت تعتبر أحد ركائزها لا يشارك فيها مؤتمر حضرموت الجامع الذي يمثّل في مخرجاته التوافق الحضرمي، فإنها لا تعنيهم ولا تمثلهم وسيكون لهم موقف منها”.
كما أكد مكون الحراك الجنوبي رفضه لأي اتفاق يلغي يتجاهل القضية الجنوبية ولا يفضي لاتفاق جمعي بينهم وبين الحكومة اليمنية فيما يتصل بالأوضاع الراهنة والمستقبلية.
وقال الحراك الجنوبي ان قضية الجنوب التي انطلقت عبر الحراك الجنوبي في يوليو 2007م وكان للمجلس الاعلى للحراك الثوري الفخر في المضي بها حتى وصولها لما وصلت اليه، هي قضية وطنية وسياسية تهم ابناء الجنوب بكل مكوناتهم الفاعلة والطريق الامثل لوضع معالجات لا يستوجب حصرها في مكون بعينه انما يكون ذلك عبر مؤتمر جامع تضع النقاط فيه على الحروف ، وأكد المجلس الأعلى للحراك الثوري على الحفاظ على الاصطفاف مع دول التحالف في خندق واحد منذ أعلنا رسميا في 26 مارس 2015م كجبهة واحدة ضد عدو مشترك وإن اختلفت الأهداف الأخرى ، وقال إن “أي اتفاقات ثنائية تتصل بقضية الجنوب ومستقبله لن تعني الآخرين في شيء طالما لا يكون لهم وجود في الوصول اليه والالتزام به” ـ بدورها اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول للحراك السلمي (مؤتمر القاهرة) قالت في بيان لها إنها تراقب الجهود التي تبذل لإخراج البلاد والمناطق المحررة بشكل خاص من المأزق الذي أوصلتها إليه الاحداث المؤسفة التي شهدتها بعض محافظات الجنوب في الفترة الأخيرة ، وأكدت اللجنة أنه لا يوجد مكون جنوبي واحد يستطيع ادعاء التمثيل الحصري للجنوب وأوضحت أنها بذلت في المؤتمر الجنوبي الأول للحراك السلمي، مع آخرين، جهودا كبيرة ومتواصلة من أجل توحيد الصف الجنوبي حيث كان المؤتمر الجنوبي الأول بحد ذاته بمثابة الصياغة الأولى للكيان الجنوبي الموحد، سبقته مشاورات واسعة ومشاركة واسعة من مختلف مكونات الخارطة السياسية والاجتماعية والجغرافية للجنوب. لافتة إلى أنه لم يعلن نفسه ممثلا حصريا للجنوب، وقالت اللجنة “نحن في المؤتمر الجنوبي الاول مع خيار تشجيع الجنوبيين ومساعدتهم على الالتئام في مؤتمر جنوبي موسع ينتج فريقا تفاوضيا موحدا” ، وتابعت “لسنا مع التماهي مع سياسة فرض الأمر الواقع بسبب تداعياتها المدمرة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com