منبر كل الاحرار

ماذا يعني رفض الرياض تمثيل الإمارات بمفاوضات تبادل الأسرى؟.. أبعاد جديدة للصراع في الساحة اليمنية

الجنوب اليوم | تقرير

 

كشف أنصار الله “الحوثيين” بشكل رسمي عن معلومات مهمة متعلقة بمفاوضات تبادل الأسرى والعلاقات السعودية الإماراتية.

وقال رئيس لجنة صنعاء للأسرى عبدالقادر المرتضى في تصريح تلفزيوني لقناة المسيرة التابعة لأنصار الله “الحوثيين” أن وفد صنعاء طالب من التحالف بأن تكون الإمارات ممثلة أيضاً في مفاوضات تبادل الأسرى.

وأكد المرتضى أن السعودي ردت عليهم بالرفض التام، وأنها أبلغت صنعاء أنها (أي السعودية) هي قائدة التحالف وهي من تمثل الجميع في المفاوضات بما في ذلك الإمارات.

تصريح المرتضى والمعلومات التي كشفها، عدها مراقبون بأنها كشفت عن جانب خطير من العلاقة بين السعودية والإمارات التي وصلت لحد منع الرياض لأبوظبي المشاركة في مفاوضات تبادل الأسرى مع صنعاء.

يرى مراقبون إن منع الرياض لأبوظبي من المشاركة بالمفاوضات يعني منع الرياض أيضاً للأطراف المحلية التابعة للإمارات في الداخل اليمني من المشاركة أو ربما تمثيلها بشكل هامشي وبما لا يساوي حصتها ومكانتها من بين بقية الأطراف المشاركة في هذه المفاوضات والمفاوضات القادمة بما فيها المفاوضات السياسية الشاملة.

وتؤكد تصريحات القيادي بحكومة صنعاء، أن الصراع داخل المجلس القيادي الرئاسي لا يزال قائماً كونه يمثل انعكاساً للصراع والقطيعة السعودية الإماراتية، ومن وجهة نظر أخرى فإن تصريح القيادي الحوثي هو تأكيد أنه وحتى مع لقاء ولي العهد السعودي لرشاد العليمي رئيس المجلس القيادي الرئاسي فإن ذلك لم يكن يعني أن الرياض استطاعت لم شمل المجلس القيادي وفصائله وأن الخلاف داخل الأطراف التابعة للتحالف لا يزال قائماً بل ومحتدماً أيضاً، فالعليمي وبعد لقائه ببن سلمان كان يفترض بأن يعود إلى عدن، إلا أن الرجل عاد إلى حضرموت في مؤشر على أن بن سلمان لم يستطع إلزام الأطراف التابعة للإمارات والشريكة في مجلس العليمي بسياسات الرياض، فبمجرد لقاء العليمي ببن سلمان كان يفترض أن يكون ذلك إشارة على رغبة السعودية اتباع العليمي وعدم معارضته وهو ما لم يقبل به المجلس الانتقالي الجنوبي فيما يبدو والذي يسيطر على مدينة عدن ولا يزال يتلقى توجيهاته من القيادة الإماراتية.

القطيعة السعودية الإماراتية الحالية بشأن اليمن، يبدو أنها تخضع لتعامل متزن من قبل السعودية التي سبق أن تصادمت مع الإمارات وفشلت في صدامها وقادت نتائج هذا الصدام إلى توسيع قوة الامارات والأطراف المحلية التابعة لها عسكرياً، وهو عكس ما تسير عليه الرياض هذه المرة وفي جولة الصراع القائمة حالياً.

ويرى مراقبون إن الرياض وبإعادتها العليمي إلى حضرموت وليس إلى عدن والدفع بعدد من أعضاء مجلس العليمي للحاق بالأخير إلى حضرموت أيضاً، يعني أن الرياض لا تريد مواجهة عسكرية مع الإمارات على الأرض اليمنية في الوقت الحالي، مشيرين إلى أن اختيار الرياض لحضرموت كبديل عن عدن هو هروب من مواجهة عسكرية مع الإمارات بأدوات محلية يمنية وهي تجربة سبق أن خاضتها الرياض سابقاً وفشلت كما هو الحال في معركة أغسطس 2019 التي قادت إلى سيطرة الانتقالي كلياً على عدن وقصف قوات الإصلاح بالطيران الإماراتي على مدخل عدن لمنعها ووقف تقدمها.

هذا الصدام الذي لا تريده الرياض أن يكون عسكرياً مع الإمارات هذه المرة، لا يعني أن الرياض تتحاشى مواجهة أبوظبي، فتصريح القيادي بحكومة صنعاء عن منع الرياض تمثيل الإمارات بمفاوضات تبادل الأسرى رغم أن صنعاء طلبت ذلك يعني أن الرياض تواجه الإمارات بأدوات حرب ناعمة سياسية ودبلوماسية وإعلامية وأن الرياض ستقوم بتفعيل ملفات ضد الإمارات لإيذائها بهدف الضغط عليها ودفعها للانسحاب من ساحة النفوذ السعودية مجبرة ومكرهة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com