منبر كل الاحرار

دلالات التحركات الأمريكية والبريطانية الأخيرة شرق البلاد (تقرير)

الجنوب اليوم | تقرير

 

قادت الزيارة المفاجئة التي قام بها السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل إلى محافظة المهرة واللقاء بقيادات السلطة المحلية للمحافظة وقبل ذلك اللقاء بالقوات الأمريكية المتواجدة في مطار الغيضة بمعية القوات السعودية التي حوّلت المطار إلى قاعدة عسكرية على غرار ما فعلته الإمارات في مطار الريان بالمكلا في حضرموت، قادت تلك الزيارة إلى الكشف أكثر عن الدور الأمريكي في الحرب التي تعيشها اليمن منذ مارس 2015.

الدور الأمريكي لم يكن خافياً على احد بشأن الحرب على اليمن، إذ سبق أن اعترف المتحدثون باسم البيت الأبيض في 2017 و2018، بوجود وحدات عسكرية على الحدود السعودية وأن هذه الوحدات شاركت في عمليات محددة داخل اليمن إضافة إلى مهمتها الرئيسية في حماية وإدارة العمليات العسكرية على الحدود، وكانت تلك التصريحات قد أتت خلال الحملات التي كانت تشنها واشنطن على السعودية لابتزازها لسحب المزيد من الأموال لقاء ما تسميه واشنطن بحماية النظام السعودي والدفاع عنه من هجمات الصواريخ اليمنية التي يطلقها الحوثيون على المملكة، يضاف إلى ذلك اعتراف واشنطن منذ اليوم الأول أنها تقدم الدعم اللوجستي للقوات السعودية وتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو أثناء تنفيذها الغارات على اليمن.

والدور البريطاني هو الآخر بات مكشوفاً أمام الجميع، فالتبريرات التي تقودها لندن بشأن مزاعم الهجوم على سفينة تابعة لها على بحر العرب قبالة سواحل محافظة المهرة، أتت بعد أيام قليلة من زيارة السفير الأمريكي التي قال إنها بشأن الإرهاب في المنطقة، ولعل المسرحية الهزلية التي تقدمها لندن كمبرر لتواجد عسكري غربي شرق اليمن سواءً على الأرضي اليمنية كبناء قاعدة عسكرية أمريكية كما تتحدث التسريبات أو لفرض تواجد عسكري أمريكي بحري على المياه الإقليمية اليمنية والذي كُشف عنه مؤخراً خلال لقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي بنائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر في الرياض، هذه المسرحية حسب مراقبين تعيد التذكير بالتبريرات التي ساقتها لندن عام 1837 لاحتلال جنوب البلاد وفرض تواجد عسكري في عدن، حيث زعمت بريطانيا أن سفينة تابعة لها تدعى “دريادولت” جنحت بالقرب من ساحل عدن، كما زعمت أيضاً أن سكان عدن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها، لتستخدم تلك القصة المختلقة كمبرر لفرض تدخل عسكري باحتلال عدن ومن ثم الجنوب، غير أن مراقبين يرون أن ما حدث في القرن قبل الماضي لن يتكرر اليوم مرة أخرى بعد أن تكشفت حقائق وبراهين أسباب الحرب على اليمن.

ويكفي المتابع للتيقن بأن الحرب على البلاد تقودها واشنطن وتساعدها في ذلك لندن، أن تكون أمريكا وبريطانيا أول دولتين والأكثر على الإطلاق من بين الدول التي تزود السعودية والإمارات بالسلاح الذي يستخدم في الحرب على البلاد خلال السنوات الماضية.

وبذلك تكون السعودية والإمارات مجرد أدوات إقليمية مهمتها تنفيذ مخططات الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي لا تستهدف فقط الجزء الجنوبي من البلاد بل تشمل الشمال أيضاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com