منبر كل الاحرار

برعاية أمريكية.. تطبيق شكلي لإعادة الانتشار في أبين ونُذر معركة أوسع بين الانتقالي وهادي

الجنوب اليوم | تقرير

 

دفع الإصلاح بناشطين موالين لحكومة هادي إلى التشكيك بحقيقة انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالية للإمارات من جبهات أبين.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات ومنشورات تشكك في انسحاب الانتقالي متهمين المجلس بأنه قام بتسليم المواقع والمناطق التي يسيطر عليها لقوات موالية له وأنه لم يسمح لقوات “الشرعية” بالدخول إلى زنجبار.

وكان ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل قد تداولوا مقطع فيديو يظهر فيه سحب السلاح الثقيل التابع للواء الأول صاعقة التابع للانتقالي من خط المواجهات في شقرة جنوب أبين.

وفيما اعتبر مراقبون الحملة التي يقودها الإصلاح عبر ناشطيه وحسابات وهمية على مواقع التواصل، ضد الانتقالي والزعم بأنه لم ينسحب من أبين، بأنها مؤشر على عدم نية الإصلاح المضي في تنفيذ بقية اتفاق الرياض واستكمال الانسحابات العسكرية وإعادة الانتشار من أبين، أفادت مصادر مطلعة أن عملية الانسحاب من بدايتها كانت شكلية فقط.

وأشار المراقبون إلى أن الصراع في أبين لن يتوقف بسبب أن ما حدث في أبين كان بمثابة إعادة تموضع فقط لكل من قوات الانتقالي وقوات هادي والإصلاح، لافتين إلى أن المؤشرات تقود إلى أن الرياض وأبوظبي تسعيان لإبقاء أبين في حالة اللاسلم واللاحرب ولا تريدان حسم الصراع لصالح أي طرف، فبعد أن حققت قوات هادي تقدماً لافتاً قبل بدء عمليات الانسحاب، دفعت السعودية قوات هادي مجدداً إلى سحب القوات من شقرة وشرق زنجبار وإعادة تموضعها بالقرب من لودر وفتحت المجال أمام الانتقالي لإعادة تموضع قواته في المناطق التي كان قد خسرها.

إلى ذلك أكدت مصادر قبلية إن استمرار أزمة الثقة بين قواتي هادي والانتقالي لا تزال تطغى على المشهد برمته مدللين على ذلك بعمليات القصف المتبادل بعد أن أعلن عن بدء عمليات إعادة الانتشار والانسحاب من قبل الطرفين، وتوقعت المصادر القبلية أن تشهد أبين معركة أكبر من المعارك السابقة مع احتمال توسع نطاقها الجغرافي لتشمل عموم مناطق أبين.

وترى مصادر سياسية مطلعة إن محاولة الرياض فرض تنفيذ اتفاق الرياض وإن بشكل شكلي على طرفي الصراع في أبين، جاء بعد أن تعرضت المملكة لضغوط أمريكية وبريطانية دفعتها لمحاولة فرض تنفيذ شكلي للاتفاق مع التهديد باستخدام القوة، وهو ما يجعل مسألة استئناف المواجهات والمعارك بين الطرفين مسألة وقت لا أكثر.

ولعل ما يؤكد صحة التوقعات التي سردتها المصادر السياسية، هو اتصال وزير الخارجية البريطاني بالرئيس هادي قبل أيام من إعلان التحالف التوصل لاتفاق بشأن الشق العسكري والسياسي وتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع وإرسال اللجنة المشرفة على التنفيذإلى عدن.

ويبدو من الواضح أن هناك اهتماماً غربياً لافتاً هذه المرة لسرعة تنفيذ الاتفاق بين طرفي الصراع في أبين، خاصة مع اقتراب مغادرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض، الأمر الذي يشير إلى أن هناك مساعي أمريكية وبريطانية ومعها مساعي إسرائيلية لتهيأة الأرضية جنوب اليمن للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن والتي ستأتي لإكمال سياسة الولايات المتحدة في المنطقة ولعل اليمن أبرز نقاط عملها في الفترة المقبلة، ما يعني أن حكومة هادي الجديدة التي ستأتي للعمل في بيئة مشحونة بالتوترات جنوب اليمن ستكون مجرد غطاء للتحركات الأمريكية الخفية التي بدأت مؤشراتها قبل عدة أيام من خلال الحديث عن الإرهاب وزيارة السفير الأمريكي الغامضة إلى المهرة، والمزاعم البريطانية بشأن الهجوم على سفينة بريطانية في مياه البحر العربي قبالة سواحل المهرة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com