منبر كل الاحرار

ترويج سعودي للتدخل العسكري الإسرائيلي في اليمن.. ما دور الانتقالي؟

الجنوب اليوم | تقرير

 

مؤخراً ارتفعت وتيرة التصعيد الإعلامي على وسائل إعلام عربية (سعودية وإماراتية) وعبرية إسرائيلية بشأن الخطر الذي يتهدد إسرائيل من اليمن، وهو الحديث الذي يأتي بعد موجة التطبيع التي شهدتها المنطقة الخليجية مع الكيان الإسرائيلي المغتصب والمحتل للمقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة.

الواضح من موجة التصعيد الإعلامي المصحوبة بتضخيم وتهويل بأنها محاولات لتبرير تواجد عسكري إسرائيلي على الأراضي اليمنية، ولعل توقيع الاتفاقيات العلنية بين الإمارات وإسرائيل ومنها اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري ستكون هي الباب الذي ستدخل منه إسرائيل كشريك رئيسي في الحرب في اليمن.

وليست ببعيدة الأطماع الإسرائيلية في المياه الإقليمية اليمنية وباب المندب، فمنذ حرب 73م والتي أغلقت فيها اليمن باب المندب أمام السفن الإسرائيلية لمنعها من استخدامها ضد الحرب العربية مع الكيان الصهيوني التي أدت إلى تحرير شبه جزيرة سيناء رغم ما صاحبها من تبعات واتفاقيات قلبت نتيجة الحرب عكسية لصالح تل أبيب، لكن ما فعلته اليمن حينها ظل محفوراً في ذاكرة القيادات العسكرية الإسرائيلية التي تعمل منذ ذلك الحين على التخطيط للسيطرة على مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر والبحر العربي.

ويرى مراقبون إن إسرائيل ستستغل التطبيع مع الإمارات لتحقيق أحد هذه الأهداف الاستراتيجية بالنسبة لها، وهو ما يبدو واضحاً من خلال التصريحات التي يتبناها قادة إسرائيليون عبر حديثهم عن مزاعم مخاوف تل أبيب من هجمات صاروخية قادمة من اليمن، فيما تتبنى الوسائل الإعلام السعودية والإماراتية نشرها والتي بمجملها تعتبر مقدمة وشرعنة لتحقيق تواجد عسكري إسرائيلي في المياه اليمنية.

المسؤول الإسرائيلي في وزارة الدفاع زوهر بالتي وهو مسؤول قسم السياسات الأمنية، زعم مؤخراً في حوار أجرته معه صحيفة (إيلاف) السعودية إن إيران تصنع صواريخاً في اليمن والعراق، وأن هذه الصواريخ مهمتها ضرب إسرائيل، مهدداً بأن تل أبيب مستعدة للرد وأنهم يراقبون كل شيء ويستطيعون أن يصلوا إلى كل مكان.

مراقبون اعتبروا تصريحات المسؤول العسكري الإسرائيلي بأنها ذرائع مصطنعة لاتخاذها مبرراً لتواجد عسكري إسرائيلي جنوب اليمن عبر حلفاء تل أبيب في المنطقة، السعودية والإمارات، خاصة وأن زوهر قال في خضم الحوار الصحفي أن السعودية بالنسبة لإسرائيل هي “شريك مهم” واصفاً العلاقة بين تل أبيب والرياض بأنها مهمة جداً لهم وأن بين الطرفين الكثير من القواسم والعلاقات المشتركة، بل إنه صرح أن السعودية من أقرب الدول إليهم.

وفي سياق الوضع الذي تعيشه المناطق الجنوبية عسكرياً وسياسياً وبوجود كيانين سياسيين يتبنيان السلطة في الجنوب هما (المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي) فإن للطرف الأول، أي الانتقالي، دور أكبر من الطرف الآخر فيما يتعلق بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وفتح المجال أمام الأخيرة للتدخل في اليمن عسكرياً، إذ سبق أن نشرت مراكز أبحاث ودراسات ووسائل إعلامية إسرائيلية وأمريكية معلومات عن انطباعات إسرائيل عن المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات في اليمن، داعية إلى أن على إسرائيل أن تتمسك بالانتقالي باعتباره سيكون صديقاً مقرباً ومهماً لتل أبيب في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية وجنوب البحر الأحمر وباب المندب.

تلك الرسائل الإسرائيلية التي تبعثها بين الحين والآخر للمجلس الانتقالي عبر وسائل إعلام عبرية وغربية، لم تكن لتصدر لولا إبداء قيادات الانتقالي الجنوبي الترحيب بأي علاقات بين المجلس وإسرائيل، لعل أبرزها ما يروج له نائب رئيس المجلس هاني بن بريك والذي سبق أن أعلن استعداده لأن يكون أول الزائرين لتل أبيب ومدينة القدس، بالإضافة إلى تلميحات إعلاميي الانتقالي من أن المجلس مستعد أن يقيم علاقات حتى مع الشيطان في سبيل تحقيق ما يسمونه “استقلال الجنوب”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com