منبر كل الاحرار

ذكرى النكبة .. أحداث 13 يناير في ذكراها ال 36 لم تسقط من ذاكرة الجنوب

الجنوب اليوم | خاص

 

تحل اليوم الذكرى ال 36 لمجزرة 13 يناير الدموية التي تعد واحدة من أبشع المجازر التي جرت وقائعها المأساوية في مدينة عدن ، إلا أن حالة التوتر الذي تشهده الفصائل العسكرية التابعة للتحالف في جنوب البلاد اليوم ليست أفضل حالاً من التوتر السياسي والعسكري والامني الذي تسبب بمجزرة 13 يناير عام 1986م، التي حصدت أرواح أكثر من 13 ألف إنسان من أبناء المحافظات الجنوبية.
وان كانت تلك المجزرة الدموية قد وقعت بسبب صراع داخلي في إطار حزب واحد ، فإن الصراعات والتصفيات والانتهاكات والتسابق الذي يحدث بين الفصائل الموالية لدول التحالف السعودي الإماراتي ، لتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض ، فخارطة الصراع التي اندلعت في يناير 86 ، كانت محدودة في إطار مدينة عدن وبين الطغمة والزمرة حينها ، أي بين جناحين متصارعين في إطار الحزب الاشتراكي اليمني ، خلافاً لصراعات اليوم التي تعد أشد تعقيداً من صراعات الماضي ، نظراً لتعدد أطراف الصراع وتعدد اطرافة ، واتساع نطاق الصراع الذي امتد من عدن إلى أبين وشبوة وحالياً يحتدم الصراع في حضرموت ، بالإضافة إلى حالة استقطاب وصراع يجري في محافظة لحج التي تعد واحدة من أهم المحافظات الجنوبية .
و إن كانت حرب 1986 أو ما تُعرف بأحداث 86، نتيجة عن صراع احتدم بين فريق تابع لحكومة علي ناصر محمد ، وفريق آخر يتبع الرئيس الأسبق عبدالفتاح اسماعيل ، فإن خلاف اليوم بين الانتقالي وحزب الإصلاح والانتقالي وتيار طارق عفاش وبين السعودية والإمارات التي كل دولة تبحث عن مكاسب على الأرض وتتنافس في فرض نفوذها العسكري في المحافظات الجنوبية .
وبين أوجة الخلاف بين الصراعات التي أدت إلى الانفجار الكبير في 13,يناير 1968، وبين صراعات اليوم التي تعد صراعات سيطرة ونفوذ ، بينما كانت صراعات الماضي ، صراع الماضي كان بين تيار علي ناصر محمد وعبد الفتاح إسماعيل وكان يقف تيار الزمرة ابين مع علي ناصر ، فيما يقف تيار الطغمة وهو من قيادات لحج والضالع في الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم حينذاك مع عبدالفتاح اسماعيل الذي أثارت عودته إلى عدن بعد أن قضى سنوات في نفي اختياري في روسيا ، خفيضة على ناصر
الذي لم يكن متحمسا سواء لعودة عبد الفتاح اسماعيل الرئيس السابق أو لعقد المؤتمر الثالث للحزب في أكتوبر 1985 والإجتماعات التي أعقبته في بناير 86 التي انتخب فيها عبد الفتاح سكرتيرا للجنة المركزية للحزب وهو ما أزعج علي ناصر، وأحس علي ناصر أن التحالف الجديد بين عبد الفتاح وعلي عنتر وعلي شايع وصالح مصلح ومعهم علي سالم البيض يشكل خطراً على سلطاته كرئيس للجمهورية ورئيس الحكومة وأمين عام للحزب الاشتراكي ، فما كان منه إلا أن أعطى الأوامر وهو رئيس الدولة في ذلك الوقت وصبيحة يوم الإثنين 13 يناير 1986 إلى أنصاره بعدم حضور جلسة المكتب السياسي للجنة المركزية الذي انعقد الساعة 10 صباحا في عدن ، وبدلا من ذلك أرسل حراسه إلى الإجتماع وانتقل هو إلى أبين مسقط رأسه، وحال تواجد خصومه في القاعة باشر حرس الرئيس علي ناصر إطلاق النار فقتل علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع، ونجا عبد الفتاح اسماعيل و علي سالم البيض ولكن فتاح اختفى بعدها في ظروف غامضة ، وفقاً لعدة مصادر تاريخية وشهود عيان .
وزاد ذلك الخطر تركيز خصوم علي ناصر مطالبهم على ضرورة الفصل بين السلطات الثلاث، أمانة الحزب ورئاسة الدولة ورئاسة الحكومة، ونجح خصوم الرئيس علي ناصر في إسناد رئاسة الحكومة لحيدر أبو بكر العطاس في فبراير 1985م، وأصر علي ناصر على الاحتفاظ بالأمانة العامة للحزب ورئاسة الدولة معا، ورفض مخطط خصومه في الفصل بينهما، وإزاء إصراره على ذلك، وخشية أن يؤدي التصلب في المواقف إلى انفجار الوضع، وافق عبدالفتاح إسماعيل وعلي عنتر على شروط علي ناصر مقابل تشكيل لجنة مركزية ومكتب سياسي على نحو يكرس جماعية القيادة للحزب الاشتراكي اليمني ، وعلى هذا الأساس بدأت أعمال المؤتمر العام الثالث يوم 11 أكتوبر 1985م.
الا أن الرئيس على ناصر الذي فقد نجله جمال في الأحداث المأساوية وغادر البلاد بعد ذلك التاريخ الأسواد ينفي علاقته بتلك الأحداث الدموية التي لم تنسى حتى اليوم من الذاكرة، رغم الإعلان قبل سنوات عن مؤتمر التصالح والتسامح لطي صفحة هذا اليوم الدامي ، إلا أن الصراع بين الطغمة والزمرة لايزال وإن كان بشكل جديد وبصورة أكثر تعقيداً من الأحداث التي أدت إلى أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦ .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com