التقارب بين صنعاء والرياض أثار مخاوف «الرئاسي» على مستقبله السياسي

بالتوازي مع ذلك، صعّدت حكومة عدن اتهاماتها لـ«التحالف» بقيادة السعودية، عبر مسؤولين تابعين لها، بالضلوع في إضعافها والتخلي عن دعمها سياسياً واقتصادياً، فضلاً عن وضع شروط مجحفة يستحيل تنفيذها على السحب من الودائع المالية التي كان آخرها إعلان السعودية تقديم 1.2 مليار دولار كمساعدة مالية لتلك الحكومة في تموز الفائت، بعدما تخلّى «برنامج إعادة الإعمار» عن تزويد محطات كهرباء عدن بالوقود العام الجاري. ويُضاف إلى هذه الإجراءات تعزيز الرياض وجودها العسكري في عدن عبر ميليشيات «درع الوطن» الموالية لها، بالتزامن مع تلويحها بإعادة الرئيس المعزول، عبد ربه منصور هادي، إلى السلطة كرئيس منتخب، وهو تهديد غير مباشر بعزل «المجلس الرئاسي» الذي فوّضه هادي في الثاني من نيسان 2022.وفي هذا الإطار، قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الأخبار»، إن مطالبة السعودية بحوار يمني – يمني غير قائم على المرجعيات، أثارت انزعاج «الرئاسي» الذي يخشى على مستقبله السياسي، وشكّلت دافعاً له لإعادة ضبط تحالفاته مع دول أخرى تجمعه بها مصالح مشتركة. وبدأت الأزمة بين عدن والرياض تتصاعد بصورة واضحة أخيراً ، بعدما عزلت السعودية تلك الحكومة عن المشاركة في المفاوضات الأخيرة التي جرت مع «أنصار الله» في العاصمة السعودية، أو التي تجري بين الطرفين في سلطنة عمان، وهو ما عرّض «الرئاسي» لحملة انتقادات واسعة من الموالين له، الذين عدّوا أن ما يحدث من تهميش له يدلّ على عدميته، فيما عبّر العليمي، في كلمة ألقاها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن مخاوفه من تزايد الاعتراف الدولي بـ«الحوثيين».
في غضون ذلك، وصلت قوات أميركية جديدة، مساء أول من أمس، إلى محافظة شبوة جنوب شرق البلاد. وقالت مصادر محلية لـ«الأخبار»، إن عشرات الجنود الأميركيين وصلوا إلى معسكر مرّة الكائن في منطقة المواقع النفطية في محافظة شبوة، والذي تتمركز فيه القوات الإماراتية منذ عدة أعوام، وتحرسه تشكيلات تُعرف باسم «دفاع شبوة».