المرقشي يكتب / بين جوع الكرامة وموت الصمت شعبٌ يصرخ في وطنٍ بلا صوت

الجنوب اليوم | مقال

بقلم: ايهاب المرقشي

في زاوية منسية من الجغرافيا، تقف عدن لحج وأبين وبعض المحافظات الجنوبية شاهدةً على مأساة يومية يتقاسمها ملايين من البسطاء أولئك الذين طحنهم الجوع وألقت بهم الأزمات المتلاحقة في دهاليز المعاناة

لا غذاء لا دواء لا كهرباء لامياه رواتب غائبة ولا حتى حلم بسيط بحياة كريمة تدهور العملة أفقد الناس قوت يومهم وأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية صارت فوق قدرة الإنسان وتحت كرامته

ناهيك عن انتشار الحبوب والمخدرات والشبوا أصبحت كل المخدرات في متناول الشباب دون رادع من الجهات المختصة

بينما الاقتصاد يُسحب ببطء إلى غرفة الإنعاش يزحف المرض كظل ثقيل على حياة الناس من الإسهالات إلى الحميات وكلها تهدد الأرواح خاصة الأطفال ومرضى السكري والضغط، وكبار السن الذين يواجهون مصيرهم في عتمة من دون كهرباء بلا أجهزة طبية ولا رعاية

في بلد تُكسر فيه الكرامة على أعتاب الخبز، يتسلل البعض خفية أمام المطاعم لا طلباً للترف بل فقط رغيفاً يسد جوع أطفاله وهناك من باع كل شيء حتى صوته ليعيش بينما تتكاثر الوجوه المستفيدة تُتاجر بالوطن وتتغذى على جراح الشعب

ورغم كل هذا الظلام ما زال هناك شعاع أمل يتسلل من بين الركام يتمثل في أولئك الذين رغم فقدان كل شيء لم يفقدوا إنسانيتهم الأمهات اللواتي يقاومن الجوع بحكاية قبل النوم والشباب الذين يتقاسمون الشاي ليبقوا واقفين والمواطن الذي يطفئ حرقة انقطاع الكهرباء بابتسامة ساخرة على الشموع

الكرامة ليست رفاهية إنها حق وهذا الشعب الذي لم يُهزم رغم الجوع رغم الموت رغم الإهانة يستحق أن يُسمع صوته أن يُرى أن يُنقذ