أزمة إنسانية خانقة في عدن تحت حكم التحالف
الجنوب اليوم | عدن
تشهد مدينة عدن ومناطق واسعة في جنوب وشرق اليمن تدهوراً غير مسبوق في الأوضاع المعيشية والخدمية، وسط اتهامات للتحالف السعودي الإماراتي والحكومة التابعة له بإدارة المنطقة بعقلية “العقاب الجماعي”، مما حوّلها إلى ما يشبه “السجن المفتوح” للسكان.
انهيار الخدمات الأساسية
تعاني عدن من انهيار شبه كامل في الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، حيث تصل ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، بينما تتفاقم أزمة المياه النظيفة بسبب تلوث مصادرها بمياه الصرف الصحي. وقد سُجلت عشرات الحالات من الأمراض المنقولة عبر المياه، مثل الحمى والإسهالات الحادة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، دون أي تحرك فعلي من السلطات لمعالجة الكارثة.
أزمة اقتصادية طاحنة
وصلت العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها، مع ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، حيث تجاوز سعر رغيف الخبز 130 ريالاً يمنياً. كما يعاني الموظفون من تأخر متكرر في صرف الرواتب، بينما فشلت الحكومة في وقف الانهيار الاقتصادي رغم طباعة تريليونات الريالات دون غطاء نقدي.
احتجاجات متصاعدة وإهمال رسمي
تشهد شوارع عدن مظاهرات يومية تطالب بتحسين الخدمات، لكن الحكومة، التي يقيم معظم مسؤوليها خارج اليمن، تتجاهل مطالب المواطنين. وبدلاً من تقديم حلول، تعتمد سياسة التخدير المؤقت عبر الوعود الكاذبة، مما زاد من غضب السكان.
اتهامات بالعقاب الجماعي
يتهم مراقبون التحالف والحكومة بإدارة المناطق الجنوبية بقمع ممنهج، عبر حرمانها من أبسط الحقوق كعقاب جماعي على المطالبة بالاستقلال أو تحسين الأوضاع. ويشيرون إلى أن الحل الوحيد يكمن في انتفاضة شعبية لإسقاط هذه السلطات وتشكيل إدارة مستقلة تعيد الحقوق وتوقف النهب المنظم.
مستقبل غامض
مع استمرار التدهور، يزداد خطر مجاعة واسعة وانتشار للأمراض، بينما يبدو أن التحالف وحكومته غير مهتمين بمصير السكان، مما يدفع نحو احتمالات انفجار شعبي قد يُعيد رسم الخريطة السياسية للمنطقة.