أزمة عمال الأجر اليومي في عدن.. بطالة قاسية ونداءات استغاثة
الجنوب اليوم | عدن
عمال الأجر اليومي في عدن يعيشون مأساة إنسانية حقيقية بعد توقف مشاريع البناء جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب المحافظات الجنوبية. مئات العمال الذين كانوا يعتمدون على العمل اليومي في ورش البناء أصبحوا عاطلين عن العمل، حيث توقفت معظم المشاريع الإنشائية بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار مواد البناء التي قفزت بأكثر من 40%، خاصة الحديد والإسمنت، إضافة إلى الانهيار الكارثي لقيمة الريال اليمني.
يقف العمال حيارى أمام جدران البطالة القاسية، بعد أن فقدوا مصدر رزقهم الوحيد الذي كان يمكنهم من إعالة أسرهم. “كنا نعمل يومياً ونكسب قوت أولادنا، أما اليوم فنبقى أياماً دون عمل”.. بهذه الكلمات عبر أحد العمال عن معاناتهم، مشيراً إلى أن معظم ورش البناء توقفت والمقاولين عاجزون عن متابعة أعمالهم بسبب ارتفاع التكاليف ونقص السيولة.
المأساة تتجاوز مجرد البطالة، فمع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتفاقم معاناة هؤلاء العمال وأسرهم الذين يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة دون أي دخل أو دعم حكومي. ويناشد العمال الجهات المعنية، خاصة صندوق الأشغال وصندوق صيانة الطرق، بالتدخل العاجل لإعادة تشغيل المشاريع المتوقفة أو توفير أعمال صيانة مؤقتة يمكن أن تنقذهم من براثن الجوع والديون.
الأزمة ليست اقتصادية فحسب، بل تتعداها إلى تعقيدات إدارية وأمنية أعاقت بيئة الاستثمار في القطاع الإنشائي، حيث يعاني المقاولون من صعوبات في استصدار التراخيص ومخاوف أمنية تثبط أي محاولات لإعادة إحياء المشاريع المتوقفة. كل هذه العوامل تجتمع لترسم صورة قاتمة لمستقبل مئات الأسر التي تعتمد على العمل اليومي في قطاع البناء الذي كان يوفر لهم لقمة عيشهم.