منبر كل الاحرار

التوجه الإماراتي الجديد في سقطرى… استثمار أم استعمار؟

الجنوب اليوم | سقطرى

كشفت مصادر محلية عن توجه إماراتي جديد لتعزيز سيطرتها على جزيرة سقطرى الاستراتيجية، من خلال مشروع يروج له باسم “الماستر بلان” للتنمية الحضرية وتطوير البنية التحتية والسياحة. إلا أن المخطط يخفي أطماعاً إماراتية واضحة في الهيمنة على الجزيرة، عبر استملاك الأراضي والمواقع الحيوية تحت غطاء الاستثمار، رغم المنع القانوني اليمني لبيع أو تأجير الأراضي للأجانب، خاصة في المحميات الطبيعية.

 

وتعتمد الإمارات في تنفيذ مخططها على أدوات محلية، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قام محافظ سقطرى المقيم في أبوظبي، رافع الثقلي، بالانتقال مؤخراً إلى عدن لتوقيع الاتفاقية مع رئيس الهيئة العامة للأراضي، وذلك في غياب تام لأي إشراف من الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي أو مشاركة مجتمعية من أهالي الجزيرة.

 

ويحذر خبراء من أن المشروع يندرج ضمن استراتيجية “الاستحواذ التدريجي” الإماراتية، التي تهدف إلى السيطرة على القطاعات الحيوية في سقطرى، بما فيها الأراضي والموارد والمرافق السيادية، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية. كما يثير المشروع مخاوف بيئية كبيرة، نظراً لما يشكله من تهديد للتنوع الحيوي الفريد في الجزيرة، المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي.

 

وتكشف هذه الخطوة عن تحول في السياسة الإماراتية من الحضور العسكري غير المعلن إلى مرحلة السيطرة الاقتصادية والإدارية العلنية، مما يستدعي تحركاً حكومياً وشعبياً عاجلاً لحماية سقطرى من أي استحواذ خارجي يهدد سيادتها ومقدراتها تحت شعارات تنموية زائفة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com