منبر كل الاحرار

تفاصيل المواجهة العلنية في اليمن بين تركيا و”السعودية والإمارات” ومصر تدخل على الخط

الجنوب اليوم | خاص

 

كشفت مصادر سياسية في محافظة عدن أن زيارة رئيس حكومة هادي معين عبدالملك إلى العاصمة المصرية القاهرة لها علاقة بالتحركات التي تجريها كلاً من السعودية والإمارات وتركيا جنوب وغرب اليمن.

المصادر أكدت أن التحركات التركية جنوب وغرب اليمن والتي ظلت حتى الأسبوع الماضي مجرد تكهنات وتسريبات غير مؤكدة، ظهرت للعلن وبدأت الأطراف المتصارعة تتبادل التلويح بالاتهامات والتهديدات على المستوى السياسي الرسمي والدبلوماسي وهو ما تبين من خلال زيارة معين للقاهرة وتصريحات رئيس حكومة الأخيرة المثيرة للجدل.

وكان رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي قد تحدث امس الأحد أثناء المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره بحكومة هادي، بأن مصر ترفض التدخلات الخارجية غير العربية في اليمن، وكانت تلك إشارة واضحة إلى تركيا.

توقيت الزيارة تزامن مع تطورات عديدة شهدتها المناطق الجنوبية والغربية لليمن على المستوى العسكري تمثلت بتعزيز الرياض لوجودها العسكري في جزيرة سقطرى على البحر العربي المشرفة على الخطوط التجارية الدولية بالمحيط الهندي وإرسالها معدات عسكرية كبيرة إلى الجزيرة.

الحمولة العسكرية السعودية التي وصلت سقطرى على متن سفينة سعودية تحمل اسم (سقطرى2) كان برفقتها قائد قوات البحرية بقوات التحالف السعودية العميد عبدالله القحطاني، ووفقاً لتسريبات وسائل الإعلام التابعة للإصلاح فإن القحطاني التقى بمشائخ وأعيان وقيادات من سقطرى وطلب منهم التعاون مع القوات السعودية لبناء قاعدة عسكرية بحجة حماية الجزيرة من الاحتلال التركي.

 

تشعر الرياض بالرعب من تزايد الدور التركي في اليمن خاصة مع توليها قيادة القوات الدولية لمكافحة القرصنة بخليج عدن وهو ما يسهل عليها مهمة تمويل حلفائها من حزب الإصلاح بالمال والسلاح والعتاد

 

الجنوب اليوم حصل على معلومات خاصة تؤكد أن التحركات السعودية بسقطرى وتصاعد الصراع مع تركيا بدأ منذ يونيو الماضي حين أوعزت الرياض لقوات المجلس الانتقالي في سقطرى بالدخول والسيطرة على حديبو عاصمة المحافظة وطرد قوات هادي ومسؤوليه بما فيهم المحافظ.

وقالت المصادر إن ما أعلنته تركيا امس الأول السبت حين كشفت أنها تسلمت مهام قيادة القوات المشتركة الدولية لحماية خليج عدن وسواحل القرن الإفريقي من القرصنة كان له علاقة بهذا الصراع، إذ تتوقع المصادر إن يكون سبب إعلان أنقره هو توجيه اتهامات لها من قبل الرياض وأبوظبي وربما القاهرة ولكن بشكل غير رسمي بالتدخل في الشأن اليمني، ويبدو أن تركيا أرادت الرد على هذه الاتهامات بهذا الإعلان الذي يبرر تواجدها في المنطقة.

الأكثر من ذلك هو تقارب التوقيت بين بدء أنقرة استلام مهام قيادة قوات مكافحة القرصنة بخليج عدن في 25 يونيو الماضي مع تسليم السعودية لجزيرة سقطرى لقوات الانتقالي في 19 يونيو، الأمر الذي يشير إلى أن الصراع بدأ يتصاعد بين تركيا والخليج منذ تلك الفترة.

كما تؤكد مصادر الجنوب اليوم إن تصريحات مصطفى مدبولي كان لها علاقة بهذا التوتر، معتبرة تلك التصريحات بأنها إشارة واضحة إلى أن مصر ستصطف مع الرياض وأبوظبي ضد تركيا.

واستذكرت المصادر التطورات التي شهدتها جزيرة ميون المشرفة على مضيق باب المندب، حيث شهدت الجزيرة قبل أقل من أسبوع قيام وفد لعدد من الخبراء العسكريين المصريين والإماراتيين بزيارة إلى الجزيرة والقيام بعمليات مسح جيولوجية وترتيبات لإنشاء قاعدة عسكرية.

وليس ببعيد أيضاً تزامن التحرك العسكري بميون مع ما كشفته وسائل إعلام محلية عززتها وسائل إعلام إسرائيلية بقيام وفد عسكري إسرائيلي بزيارة إلى الساحل الغربي مقر تواجد مليشيات طارق صالح الموالية للإمارات، وهو ما ألمح إليه الإعلام العبري الذي سلط الضوء على أهمية كلاً من السواحل اليمنية وجزيرة سقطرى بالنسبة لإسرائيل وهذا ما نشرته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية من تقرير لأحد الخبراء العسكريين الإسرائيليين المرتبطين بجهاز الأمن السري الإسرائيلي والذي قال إن اهتمام تل أبيب بهذه المنطقة وارتياحها بشأن سيطرة المجلس الانتقالي على جزيرة سقطرى سببه أن المنطقة تشرف على خطوط الملاحة البحرية التي تصل إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر.

بالعودة إلى الدور التركي، يرى مراقبون إن تصريحات المسؤولين المصريين أمس الأحد تكشف أن هذه التحركات لم تعد تكهنات بل أصبحت واقعاً على الأرض، مسدلين على ذلك بالإشارة إلى ما تشهده منطقة الحجرية جنوب غرب محافظة تعز من صراع وتحشيد من قبل قوات الإصلاح وقوات اللواء 35 مدرع المدعومة من قبل مليشيات طارق صالح وأبو العباس.

ويبدو أن التحركات للسيطرة على سقطرى وميون وإنشاء قواعد عسكرية في أكثر منطقتين استراتيجيتين مشرفتين على واحد من أهم المضائق في العالم وعلى أهم الخطوط الملاحية البحرية الرابطة بين الشرق والغرب، دفع تركيا إلى البحث عن موطئ قدم لها في المنطقة لتعزيز نفوذها فكان أقرب طريق إلى ذلك دعم الإصلاح للسيطرة على الريف الغربي الجنوبي لتعز (الحجرية) بحكمها جغرافياً مشرفة ومهيمنة على مضيق باب المندب والساحل الغربي والخطوط الملاحية الدولية وهذا يمكنها من كسب ورقة عسكرية تعزز من موقعها وثقلها وتأثيرها في المنطقة خاصة بعد التأثير الذي أحدثته في ليبيا بدعمها لقوات حكومة الوفاق الإخوانية المناهضة لخليفة حفتر الموالي للإمارات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com