منبر كل الاحرار

لماذا على أبناء الجنوب باليمن الوقوف بجد أمام جريمة الإعدام الجماعي للمعارضين لبن سلمان في السعودية

الجنوب اليوم | تقرير

 

تدفع العملية البشعة التي أقدم عليها النظام السعودي بإعدام جماعي للمعارضين السياسيين والتي تأتي لتأكيد زيف القناع الذي يرتديه نظام بن سلمان واتخاذه لمصطلحات الإصلاح والتطور والتقدم والحريات على أنها مجرد شعارات، تدفع هذه الجريمة أبناء المحافظات الجنوبية في اليمن إلى الوقوف بشكل جاد أمامها وعدم المرور عليها مرور الكرام والتعامل معها كحدث داخلي.

ففي حالة اليمن والمحافظات الجنوبية بالذات لا يجب اعتبار هذه الجريمة بأنها مجرد شأن داخلي للسعودية، ذلك أن المحافظات الجنوبية بالكامل خاضعة للسيطرة السياسية والعسكرية للتحالف السعودي الإماراتي، وما يحدث في الداخل السعودي قد يتكرر في جنوب اليمن، بل من المؤكد أنه سيتكرر في جنوب اليمن ولكن بصيغات مختلفة وليس بالضرورة أن يتطابق حرفياً مع ما حدث في الرياض، بمعنى: الخمسين معارضاً سياسياً سعودياً من أبناء الأحساء والقطيف الذين أعدموا، جرى إعدامهم دفعة واحدة.. في جنوب اليمن قد تقدم السعودية على تنفيذ عمليات تصفية جسدية ضد شخصيات لا ترغب الرياض في بقائها وليس بالضرورة أن تتم تصفيتهم دفعة واحدة كما فعلته مع معارضيها في الداخل السعودي بل على شكل اغتيالات فردية وعلى مدى فترات زمنية متفاوتة.

ما يجب أن يقف عنده أبناء المحافظات الجنوبية هو أن بقاءهم تحت السيطرة العسكرية السعودية يعني بقاءهم تحت التصرف والتحكم السعودي، وهذا النظام السعودي إذا كان قد أقدم على جريمة كهذه ضد فئة من شعبه الذي يحكمه، فلن يكون النظام ذاته أقل إجراماً في تعامله مع شعب بلد آخر يخضع للسيطرة الكاملة لهذا النظام السعودي.

يدرك الجميع أن السعودية لم تشن الحرب في اليمن لسواد عيون عبدربه منصور هادي ولإعادته إلى السلطة، بل لتحقيق مصالح غير مشروعة رأت السعودية في الحرب العبثية سبيلاً أخيراً لتحقيقها بعد أن تأكد لها أن ذلك لن يتحقق على يد هادي بسبب ضعفه والتمرد الداخلي ضده، وعند تنفيذ السعودية لمصالحها غير المشروعة في جنوب اليمن سوف تتصادم بشكل مباشر مع أبناء المحافظات الجنوبية سواءً أفراد أو مكونات أو حتى قوات عسكرية (نظامية أو غير نظامية) بل من المؤكد أنها ستتصادم لاحقاً مع من هم الآن يصطفون تحت غطائها من أبناء الجنوب وسيأتي اليوم الذي تصف فيه الرياض هؤلاء “الحلفاء”لها  في الجنوب، بأنهم “متمردون أو إرهابيون”، فالمخدوعين الآن بالشعارات السعودية والأكاذيب التي يرددها إعلام التحالف منذ 7 سنوات بشأن اليمن والحرب والأهداف والوعود الرنانة سيصلون لمرحلة يتأكدون فيها أنهم إنما يعملون كـ”مرتزقة” لصالح التحالف لتحقيق مصالحه المضرّة بأبناء الجنوب أنفسهم، ويبدأ حينها التمرد على التحالف والتوجيهات الصادرة من قيادة التحالف، وحينها لن يتردد نظام قام بإعدام أكثر من 80 مواطناً من مواطنيه معظمهم معارضين سياسيين دفعة واحدة وبيوم واحد، لن يتردد نظام كهذا بأن ينفذ مجموعة غارات جوية لقصف – مثلاً – كتيبة بأكملها تتكون من 300 فرد تابعة لفصيل جنوبي تمرّد على التوجيهات السعودية أو بدأ يحرّض ضد السعودية أو يتهم السعودية بأنها لم تأتِ لمساعدته وإنما لاحتلاله واحتلال أرضه وثرواته وفرض الوصاية عليه بالقوة.

مثال جدير بالإشارة إليه، يدرك الجميع في جنوب اليمن أن السعودية والإمارات في صراع دائم على السيطرة والنفوذ في المحافظات الجنوبية، ولكل من البلدين فصيل محلي أو أكثر تابع لإحدى الدولتين، عندما تريد السعودية تطويق الإمارات وتقليص مساحة نفوذها في الجنوب، تقوم الرياض بدفع أحد فصائلها المحلية مثل اللواء الثاني عمالقة بقيادة حمدي شكري الصبيحي للسيطرة على مدخل مدينة عدن الشمالي الذي تسيطر عليه الإمارات عبر الفصيل التابع لها والمتمثل بالأحزمة الأمنية بقيادة محسن الوالي، ذلك يعني أننا أمام صراع بين وكلاء الإمارات والسعودية في الجنوب، والنتيجة والحقيقة الدامغة هي أن السعودية والإمارات تتعامل مع كافة الأطراف الموالية لها في الجنوب كأوراق محروقة، وإذا فرضنا مثلاً أن العمالقة رفضت تنفيذ التوجيهات السعودية والسيطرة على مناطق تسيطر عليها فصائل جنوبية أخرى تاعبة للإمارات، حينها وبكل بساطة ستقوم السعودية بقصف قوات العمالقة، وإذا فرضنا مثلاً أن السعودية والإمارات اتفقتا على تسليم طوق عدن الأمني للعمالقة وقامت الإمارات بتوجيه فصيلها المحلي المتمثل بالحزام الأمني بالانسحاب وتسليم مناطقهم للعمالقة، ورفض الحزام الأمني تنفيذ التوجيهات الإماراتية حينها ستعطي الإمارات الضوء الأخضر للسعودية لقصف حليفها الحزام الأمني بالطيران.

أخيراً.. مع تقدم الأيام والأشهر والسنوات منذ بداية الحرب يتضح للجميع في الجنوب أننا أمام سفّاحين بحق مواطنيهم كمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان، وبناءً عليه فإن على وكلائهما المحليين جنوب اليمن أن لا ينتظروا من بن زايد وبن سلمان أن يكونا ملائكة معهم في حال انحاز وكيل محلي لمصلحة بلده على مصلحة السعودي أو الإماراتي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com