منبر كل الاحرار

عشية 7/7 هل يدرك الانتقالي كيف غدر صالح بشريكه الجنوبي؟ عن خطاب إعلان الحرب 27 أبريل

الجنوب اليوم | تقرير

 

 

أعلن علي عبدالله صالح خطاب الحرب على الجنوب في 27 أبريل عام 1994، أي قبل حلول ذكرى 22 مايو، مستغلاً هذا اليوم كمناسبة لحشد أنصاره في حزب المؤتمر في ميدان السبعين حيث صادف 27 أبريل في العام السابق لـ94 إجراء أول انتخابات برلمانية موحدة انتخابات ابريل 1993م.

27 أبريل يوم شؤم لدى الجنوب

حينها كان خطاب صالح خطاب حرب بكل وضوح، ولهذا أصبح يوم الـ27 من أبريل يوم شؤم لدى أبناء المحافظات الجنوبية، في مقابل إصرار نظام صالح بتسمية ذلك اليوم بيوم الديمقراطية باعتباره يوم إجراء أول انتخابات برلمانية موحدة.

ألقى صالح خطاباً وصف بالتحريضي في ذلك اليوم، ومما زاد الطين بلة أنه وبعد ذلك الخطاب بساعات انفجرت أولى فصول الحرب وشرارتها الأولى، حيث دعا صالح إلى الوقوف بالمرصاد لمن أسماهم بـ”القوى المعادية للوحدة والعناصر الانفصالية”، كما قال: “إن شعبنا اليمني سيضع حداً لأولئك الذين يتسكعون على أبواب بعض العواصم ليستلموا مالاً مدنساً من أجل إجهاض الوحدة”، متهماً من لم يسمهم بأنهم يتسلمون تلك الأموال لشراء البنادق والأسلحة وإيداع الأموال المتبقية في حاسابات خاصة في البنوك الخارجية لمصلحة شخصيات تسعى من أجل الانفصال، وحينها طالب صالح نائبه علي سالم البيض الذي كان قد رفض تأدية اليمين الدستورية بعد انتخابات 93 بضرورة احترام الهيئات التشريعية، وما هي إلا ساعات حتى انفجر الموقف العسكري في محافظة عمران.

حينها صدر بيان من صنعاء عن وزارة الدفاع اتهم فيه الحزب الاشتراكي بالوقوف خلف تفجير الوضع العسكري في معسكر عمران، الذي يتمركز فيه كل من اللواء الثالث المدرع (جنوبي)، واللواء الأول المدرع (شمالي)، بدعوى أن ضابطاً جنوبياً تم فصله سابقاً من وزارة الدفاع اقتحم المعسكر ومعه مجموعة من الأطقم وقام بإطلاق النار على أفراد اللواء الأول المدرع (الشمالي) ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وأن أفراداً آخرين من اللواء ردوا على هذا الضابط والمسلحين التابعين له، ثم بعد ذلك قام أفراد اللواء الثالث مدرع (الجنوبي) بالاصطفاف للقتال مع الضابط المفصول ومجاميعه المسلحة ضد قوات اللواء الأول المدرع (الشمالية).

وبعد الخبر الذي أذاعته وسائل إعلام صنعاء نقلاً عن مصدر بوزارة الدفاع بصنعاء والذي تضمن أيضاً تحميل مسؤولية ماحدث للحزب الاشتراكي واتهامه بالوقوف خلف ما حدث في المعسكر، صدر بيان من وزارة الدفاع في عدن اتهمت فيه الأسرة الحاكمة في صنعاء، ومن وصفها البيان بـ”القوى الأصولية المتطرفة” في إشارة لحزب الإصلاح، المتحالفة مع نظام صالح حينها، بتفجير الموقف عسكرياً في منطقة عمران، واتهم البيان الصادر عن وزارة الدفاع بعدن قيادة الشمال بالإيعاز لقوات الفرقة الأولى المدرعة (الشمالية)، بشن هجوم غادر، على اللواء الثالث المدرع (الجنوبي).

كما جاء في بيان دفاع عدن حينها أن “الحزب الاشتراكي يحمّل الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً، وأفراد أسرته، الذين يحتلون مناصب رفيعة في القوات المسلحة، المسؤولية عن عواقب هذا الهجوم، الذي تزامن مع زيارة اللجنة العسكرية، المكلفة بمنع الاحتكاك بين الشماليين، والجنوبيين، لمعسكر عمران، بمرافقة الملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي”.

وأضاف البيان أن المواجهات التي وقعت في عمران “جاءت بعد قيام رئيس الدولة علي عبدالله صالح، بإلقاء خطاب عنيف أتهم فيه الجنوبيين بالعمل على التقسيم، والذي اعتبره الحزب الاشتراكي بياناً للحرب، ضده”.

حينها أيضاً لم يغفل الحزب الاشتراكي في البيان الذي أصدره باسم وزارة دفاع عدن، إلى الإشارة إلى ما سبق هذه التطورات التي وقعت في معسكر عمران من سلسلة من التفجيرات العسكرية والأمنية التي دأبت الأسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء إلى القيام بها منذ وقت طويل واستهداف قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وكوادره، وأن ذلك العمل كله كان تنفيذاً لخطة الأسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء والرامية إلى جر البلاد إلى حرب أهلية يكون نتائجها تعريض وحدة البلاد إلى الخطر وتمزيقها.

مجزرة نظام صالح بحق اللواء الثالث المدرع الجنوبي

في 28 أبريل، أي اليوم التالي من تلك الاشتباكات الدامية، استأنفت قوات صالح بشكل أعنف من قبل الضرب على قوات اللواء الثالث المدرع الجنوبية ما أدى لسقوط أكثر من مائة قتيل ومائتي جريح.

حينها تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بمبادرة لوقف إطلاق النار بين اللواءين الشمالي والجنوبي في عمران ووافق الحزب الاشتراكي على المبادرة ، إلا ان الاشتباكات تجددت في اليوم الثالث 29 ابريل، حيث صرح متحدث عسكري جنوبي في عدن، أنه عقب هدوء، لم يستمر سوى ساعات، بعد توقف القتال في عمران، استؤنف القتال في الساعة الواحدة والنصف صباح اليوم ( 29 ابريل 1994 ) ، في هجمات شرسة، شنها لواءان من الحرس الجمهوري، ولواء أمن مركزي، ولواء العروبة، الذي نُقل من صعده، على جناح السرعة، لتعزيز قدرات القوات الشمالية في عمران، إلى جانب بعض القبائل المساندة لها، بهدف إبادة من تبقى من أفراد اللواء المدرع الجنوبي، التي لجأت إلى الجبال.

في ذلك اليوم تعرض اللواء الجنوبي لحرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة لدرجة أن عمران كانت على وشك اندلاع ثورة شعبية ضد نظام صالح وما ارتكبته قواته وقوات الإصلاح من قصف عنيف استهدف قوات اللواء الجنوبي على الرغم من أن اللواء كان تحت الحصار الشديد من جميع الاتجاهات وتم قطع خطوط الإمداد عنه بالمؤن والذخائر، وهو ما استدعى من قبائل بكيل وأبناء مدينة عمران إلى حمل السلاح والقتال مع اللواء الجنوبي لإنقاذه أو تخفيف الضغط عنه على الأقل.

عودة التحالفات الخاطئة

اليوم يعيد المجلس الانتقالي الجنوبي أخطاء سلفه الحزب الاشتراكي اليمني في تحالفه مع نظام صالح عفاش، عبر أبناء صالح المدفوعين من الإمارات بكل ما يملكون من عتاد عسكري ومقاتلين، حيث يبرر الانتقالي هذا الوفاق والتحالف مع حلفاء 7/7 تحت مسمى التصالح مع الشخصيات الشمالية الشريكة للانتقالي في السلطة في الجنوب.

وفي الوقت الذي يخيل للانتقالي أنه صاحب السلطة العليا في الجنوب، إلا أن الحقيقة على أرض الواقع تحكي عكس ذلك تماماً، فلا يوجد بيد الانتقالي سوى مساحة صغيرة مسموح له فيها التحرك فيما تبقى أمامه العديد من الخطوط الحمراء، ومنها على سبيل المثال عدم فرض سيطرته الكاملة على أي منطقة جنوبية، وعدم تدخله مطلقاً بالجانب المالي والاقتصادي وبالمثل أيضاً عدم مطالبته بأي استحقاقات تتعلق بالثروة النفطية والغازية التي تهيمن عليها قوى 7/7 ومن خلفها السعودية والإمارات.

تكرار ضرب الجنوب خدمة للسعودية

مثلما ضرب صالح الجنوب في 94م خدمة للسعودية، فإن من غير المستبعد بل ومن المتوقع جداً أن يكرر أبناء صالح ما فعله والدهم سابقاً ضد الجنوب وهم الذين يعودون اليوم إلى الجنوب على ظهر الدبابة والمدرعة السعودية والإماراتية، فصالح حينها كان أكبر خدمة قدمها للسعودية هي إعلان الحرب على الجنوب، كيف لا، وقد كان إعلان صالح لحربه مدعوماً من السعودية وهذا ما يفسر وقوف علي محسن الأحمر مباشرة خلف الحرب والمجزرة التي ارتكبها صالح ضد اللواء الثالث الجنوبي، فمحسن حينها كان اليد اليمنى للسعودية وأحد أكبر عملائها في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com