منبر كل الاحرار

عدن انموذجا ..الصيف الحار يقتل الجنوبيين والرئاسي يفشل للعام الثاني في حل أزمة الكهرباء

الجنوب اليوم | خاص

 

تعيش عدن والمحافظات الجنوبية النفطية أزمة كبيرة ومستمرة في قطاع الكهرباء لأكثر من سبع سنوات، وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو تكرار المعاناة خلال فصل الصيف الحار  ومن الكوارث المتعددة في هذه القضية استمرار الوضع السيئ بالرغم من مرور كل هذه السنوات الطويلة وعدم تحقيق أي تحسن  في الكهرباء.
وفي الوقت نفسه، يعاني الجنوبيين من آثار هذه الأزمة الُمرهقة المستمرة على معيشتهم وصحتهم.
ويتطور الوضع ويصبح أكثر صعوبة مع  الاستغلال غير المسؤول للثروة النفطية ونهيها من قبل دول التحالف السعودية والإمارات وتقاسم الثروة مع مسؤولي الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي وذلك عن طريق الفساد وسوء الإدارة ويتم تقاسم وتحويل موارد النفط الهائلة لصالحهم.
هذا النهب النفطي طوال السبع السنوات سبب تدهورًا في الاقتصاد وعمَّق الفقر والعجز في الخدمات الأساسية، بما في ذلك قطاع الكهرباء.
وشهدت خدمة الكهرباء في عدن انهياراً ملحوظاً خلال الأيام الماضية وارتفعت ساعات الإطفاء ما بين 5 – 6 ساعات مقابل ساعتي تشغيل فقط ، في حين أعلنت مؤسسة الكهرباء في  أبين أمس الثلاثاء، توقف الخدمة بشكل كلي في عموم مناطق المحافظة، بسبب نفاد الوقود في محطات التوليد وإيقاف خطوط دعم الطاقة من كهرباء عدن.

ويرى خبراء أن انهيار خدمة الكهرباء تتصاعد نتيجة موجة الحر التي ضربت المناطق الساحلية والصحراوية خلال هذه الأيام تسببت في رفع الطلب على الكهرباء مقابل تراجع قدرة التوليد بمحطات الكهرباء جراء قرب نفاد مخزون الوقود من مادتي الديزل والمازوت وكذا النفط الخام.
ووفق مصادر مختصة في كهرباء عدن فقد ارتفعت احمال كهرباء عدن الى نحو 550 ميجاوات مقابل توليد من محطات الكهرباء لا يتجاوز 170 ميجاوات فقط ، جراء توقف أغلب المحطات العاملة بوقود الديزل جراء نفاده ، في حين تبقى المحطات العاملة بوقود المازوت ومحطة بترومسيلة العاملة بوقود النفط الخام وتعمل بشكل جزئي.
وتؤكد المصادر بأن الوضع في عدن وشبوة وحضرموت والمدن الساحلية خلال فصل الصيف الحالي ازداد سوءا أشد من الأعوام الثمانية السابقة ، ويرجعون ذلك جراء فشل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي والحكومة الموالية للتحالف في معالجة ملف الكهرباء خلال العامين الماضيين ، وان كل الإجراءات التي تمت في هذا الملف لم تكن أكثر من حلول ترقيعية للتخفيف من تداعيات العجز بخدمة الكهرباء.
كما تشير المعلومات إلى أن فشل”الرئاسي” في ملف الكهرباء على عدة مستويات ، الأول استراتيجي بإيجاد حلول جذرية ،  والآخر فشل في إدارة ما هو متاح حالياً.
وبحسب خبراء فإن حجم الطلب المتصاعد لخدمة الكهرباء بعدن سنوياً والذي وصل العام الماضي الى نحو 700ميجاوات ويتوقع ان يصل هذا العام الى 750 ميجاوات ، في حين ان حجم القدرة التوليدية للمحطات الموجودة حالياً لا يتجاوز 500 ميجاوات وات وينطبق ذلك على بقية المحافظات الجنوبية.
وتؤكد مصادر مختصة بأن حجم القدرة التوليدية للمحطات الموجودة حالياً في عدن  وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرة حكومة التحالف ، تعد بحد ذاتها معضلة أخرى بسبب أن أغلبها محطات توليد تعمل بوقود الديزل الذي يعد الأعلى تكلفة ، وباتت الحكومة عاجزة حالياً عن توفيره بسبب نجاح هجمات وتهديدات صنعاء في وقف تصدير النفط وعجز التحالف والرئاسي في مواجهة تهديدات صنعاء.
كما وتعجز حكومة التحالف عن توفير وقود نفط خام من حقول الإنتاج في شبوة وحضرموت لمحطة بترومسيلة في عدن والتي باتت جاهزة حالياً للعمل بقوتها الكاملة 264ميجاوات وات بعد انجاز مشروع النقل والتصريف بفعل عوامل كثيرة أبرزها الفساد وتحكم التحالف بتزويد الحكومة بمنح الوقود لتشغيل الكهرباء وقت ما تريد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com