من عدن إلى أبين ولحج.. ثورة الجياع تشتعل في وجه الظلام والفساد!”
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
اندلعت موجة غضب عارمة اليوم، امتدت من شوارع مدينة عدن إلى محافظتي أبين ولحج، في مشهد يكرس انهيار ثقة المواطنين بالحكومة والمجلس الانتقالي. جاءت الاحتجاجات بعد أن وصلت معاناة المواطنين ذروتها مع استمرار انقطاع الكهرباء لليوم السابع في ظل درجات حرارة خانقة.
في زنجبار، قلب أبين النابض، تحولت الشوارع إلى ساحات غضب مفتوحة، حيث أحرق المحتجون الإطارات وقطعوا الطرق الرئيسية، فيما ارتفعت الهتافات المنددة بالفساد وسوء الإدارة. “نحن نختنق من الحر والظلام”.. هكذا عبر مواطنون عن معاناتهم اليومية في ظل انهيار الخدمات الأساسية.
المشهد الأكثر إيلاماً كان في أحياء عدن الشعبية، حيث خرجت النساء والأطفال للمطالبة بأبسط حقوقهم في الكهرباء والمياه، بينما يتفشى الجوع والأمراض في ظل صمت الحكومة المطبق. مصادر محلية تكشف عن حالات إغماء متعددة بين كبار السن والأطفال بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانعدام أدنى مقومات الحياة.
في لحج، تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات مع قوات الأمن التابعة للمجلس الانتقالي، التي حاولت تفريق المتظاهرين بالقوة، مما أسفر عن إصابات عدة. ناشطون حقوقيون يتهمون الانتقالي باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين سلميين، بينما تواصل الحكومة صمتاً مريباً إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
مراقبون سياسيون يحذرون من أن استمرار هذا الوضع قد يفجر انتفاضة شعبية عارمة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان وزيادة الطلب على الكهرباء والمياه. “الوضع أصبح أشبه ببرميل بارود ينتظر شرارة الانفجار”.. هكذا وصف محللون سياسيون المشهد الحالي في المحافظات الجنوبية.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى سيستمر صمت الحكومة والانتقالي؟ وهل ستكون هذه الاحتجاجات الشرارة التي تعيد رسم خريطة المشهد السياسي في الجنوب؟