التواطؤ الرسمي يعزز جرائم الاختطاف.. كيف تتحالف الفصائل المسلحة مع عصابات تهريب البشر في شبوة؟
الجنوب اليوم | شبوة
تشهد محافظة شبوة تصاعداً خطيراً في جرائم اختطاف وتهريب المهاجرين الأفارقة، حيث تحولت مدينة عتق والمناطق الساحلية المطلة على بحر العرب إلى بؤرة لنشاط عصابات إجرامية متخصصة في هذه العمليات. ومنذ بداية العام الجاري، كثفت هذه العصابات عملياتها مستغلة الفوضى الأمنية في المحافظة التي تخضع لسيطرة فصائل مدعومة إماراتياً، حيث يتم احتجاز الضحايا في أماكن سرية وابتزاز ذويهم للحصول على فديات مالية كبيرة تدفع بالعملات الأجنبية.
وتأتي هذه الجرائم ضمن شبكات منظمة كانت تعمل سابقاً في سواحل لحج الخاضعة لفصائل التحالف، قبل أن تمتد نشاطاتها إلى شبوة، ليشمل ذلك الابتزاز والاتجار بالبشر، مما يشكل تهديداً مباشراً للأمن في المنطقة. وفي تطور مثير للقلق، تم مؤخراً الإفراج عن 25 مختطفاً بينهم أربع نساء إثيوبيات في عتق بعد دفع فديات ضخمة، وهو ما يؤكد استمرار هذه الحلقات الإجرامية دون رادع.
كما تشكل السواحل الشبوائية بيئة خصبة لعمليات التهريب عبر قوارب مكتظة تنطلق نحو سواحل رضوم، وذلك بتواطؤ واضح من قيادات الفصائل المحلية التي تتقاضى حصصاً مالية من هذه العصابات. وتزداد خطورة الظاهرة مع وجود جماعات إرهابية في مناطق مثل المصينعة بمديرية الصعيد، والتي تعمل على استقطاب المئات من المهاجرين الأفارقة وتجنيدهم في صفوفها، خاصة مع تصاعد العمليات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة.
ويحذر مراقبون من تحول هذه الظاهرة إلى قنبلة موقوتة تهدد أمن المنطقة، مع استمرار تهريب الآلاف من الأفارقة عبر هذه الشبكات، مما يتطلب تحركاً عاجلاً لضرب هذه الحلقات الإجرامية وقطع الطريق عليها قبل تفاقم الأوضاع أكثر.