منبر كل الاحرار

هل تستطيع “الشرعية” احتواء الأزمات كما جرى في صنعاء؟

الجنوب اليوم | خاص

 

تعيش مدينة عدن والمدن الجنوبية الأخرى عدداً من الأزمات المتراكمة، لا تقتصر على انهيار سعر صرف العملة الذي عاود التدهور اليوم ليصل إلى نحو 2600 ريال مقابل الدولار، ونحو 700 ريال مقابل كل ريال سعودي. هذا الانهيار الحاد في سعر صرف العملة انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين، وسط فشل الحكومة في إيجاد حلول لوقف الانهيار.

 

ومن الأزمات التي ضاعفت معاناة المواطنين في الجنوب، انهيار الخدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء خلال فصل الصيف الحالي، والذي أصبح أحد أكبر التحديات التي يواجهها المواطنون في مختلف المحافظات الساحلية، في ظل تهرب كافة المكونات الموالية لدول التحالف وتجاهل دول التحالف التي تتحكم في الأطراف الموالية لها.

 

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه المطالب الشعبية بضرورة إصلاح وضع الكهرباء التي تحولت من خدمة إلى حلم نادر التحقق في مدينة دخلتها خدمة الكهرباء قبل 100 عام، دون جدوى، وكادت أن تتصاعد حالة السخط الشعبي إلى ثورة شعبية عارمة ضد التحالف والأطراف الموالية له، إلا أن دول التحالف والحكومة التابعة لها، تركت عدن ومعاناة أهلها وراء ظهورها ولم تهتم بمعاناتهم.

 

ووسط تلك الأزمات التي ضاعفت موجة السخط، خاصة في أعقاب تغيير رئيس الحكومة بآخر دون تغيير ملموس في حياة الناس، اهتم الرأي العام الجنوبي بما حدث في صنعاء من حرب وتدمير شاركت فيه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، حيث نتج عن الهجمات الجوية تدمير مطار صنعاء وميناء الحديدة وميناء رأس عيسى ومحطات كهرباء صنعاء التي كانت تمد المدينة بنحو 120 ميجاوات يومياً. ورغم هذا الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي، تمكن الحوثيون من إعادة التيار الكهربائي وسط حالة الدمار، واحتواء أزمة المشتقات النفطية في ساعات فقط، وإعادة الحركة في الشوارع كما كانت قبل الاستهداف والتدمير.

 

في المقابل، ورغم أن مدينة عدن لم تتعرض لأي عدوان خارجي، ولم تتضرر بنيتها التحتية كما حدث في صنعاء، إلا أنها تعيش أسوأ الأزمات وتتصاعد معاناة أهلها، رغم أنها تخضع لإدارة حكومة معترف بها دولياً ولديها الإمكانيات الكافية لإصلاح الوضع وإنهاء معاناة الناس.

 

ما يحدث في عدن والجنوب ليس ناتجاً عن غياب الحكومة، بل عن حضورها، وهو نتيجة للفساد والفشل والعجز والضعف، حيث أن صمتها يعتبر رضاً بمعاناة الناس، ما يؤكد أن أبناء الجنوب يواجهون حرب خدمات مخططة تدار من قبل دول التحالف عبر الأطراف الموالية لها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com