منبر كل الاحرار

الزبيدي من الإمارات يوجه بقمع أبناء الجنوب في عدن

الجنوب اليوم | خاص

 

من قصر مشيد في عاصمة الإمارات العربية المتحدة، يدير رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي – الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي – مدينة عدن أمنياً عن بعد، فيوجه باستخدام القوة ضد المحتجين من أبناء الجنوب المطالبين بالخبز والحرية، ويستخدم سياسة القمع والاضطهاد تجاه من يطالب بالكهرباء ووقف انهيار العملة.

 

على مدى اليومين الماضيين، أثارت توجيهات الزبيدي – الذي أعاد سلوك نظام صالح السابق عندما كان يستخدم الرصاص في مواجهة المطالب الاحتجاجية المشروعة لأبناء الجنوب – غضباً واسعاً. وبدأ الزبيدي ومجلسه الانتقالي وجناحه الأمني أكثر حرصاً على تقمص دور نظام صالح في قمع الناس واستخدام القوة الغاشمة ضد الآلاف من المواطنين والمواطنات اللاتي خرجن إلى الشارع في محافظتي عدن وأبين للمطالبة بوقف انهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية.

 

المثير في الأمر أن الزبيدي وجناحه الأمني – الذي اتخذ من ساحة العروض في عدن وسيلة للوصول إلى مناصب عليا على حساب القضية الجنوبية، والذي كان يرى أن قمع مطالبه التي يرفعها عندما كان قريباً من الناس جريمة، وأن السلطات التي كانت ترتكب الانتهاكات مجرمة ومذنبة – صار هو منتهك حقوق الإنسان في عدن، وهو راعي القمع والترهيب بحق أبناء الجنوب.

 

ردة فعل الشارع الجنوبي ضد الزبيدي – الذي يعيش في حالة ثراء فاحش وفي قصر مكيف وفخم وسط عاصمة الإمارات – كانت لاذعة خلال الساعات الماضية، وذلك في أعقاب توجيه صادر منه لجناح المجلس الانتقالي الجنوبي الأمني بقمع متظاهري ومتظاهرات عدن. وفي هذا الإطار، هاجم وزير النقل السابق والقيادي في الحراك الجنوبي صالح الجبواني رئيس الانتقالي المقيم في أبوظبي، واصفاً إياه بـ”الوكيل الذي صار سيداً على الخراب”، موجهاً إليه تهمة التخلي عن عدن لصالح بقائه في قصر بالإمارات.

 

واتهم الجبواني في منشور على حسابه بـ”فيسبوك” الزبيدي “بترك عدن للجوع والفاقة والعوز والموت من حرارة الصيف اللاهبة، والتخلي عن الجنوب ليقيم في قصرٍ مترف بأبوظبي، يعيش فيه كمواطن إماراتي، تحفّه الحماية والامتيازات، وتُضَخ في حساباته مئات الملايين من الدولارات نظير خدمة دامت لسنوات، خدم فيها أسياده أكثر مما خدم شعبه”، على حد تعبيره.

 

واعتبر الجبواني “اختزال الجنوب في شخصٍ مثل عيدروس الزبيدي، ليس إلا خيانةً مضاعفة”، مؤكداً أن الجنوب “قُدِّم على طبق من ذهب للكفلاء مقابل البقاء في القصر، وخيانة لليمن كله الذي يُمزَّق اليوم في صفقات الغرف المغلقة، وعلى يد وكلاء محليين لا يرون من الوطن سوى فرصتهم الشخصية في الثراء والبقاء”.

 

واتهم الزبيدي بـ”قمع أصوات الجنوبيين ومنعهم من التظاهر في شوارع عدن”، مشيراً إلى أن رئيس الانتقالي الجنوبي أصبح اليوم يخشى الهتاف الشعبي ويغلق الشوارع “كما تُغلق الملفات المزعجة في مكاتب الأجهزة الأمنية”.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com