قاعدة العديد في مرمى الصواريخ الإيرانية.. لماذا أصبحت القلب النابض للقوات الأمريكية هدفاً للرد؟
الجنوب اليوم | خاص
أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء اليوم استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر بضربة صاروخية دقيقة، في تصعيد يضع أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة تحت الأضواء كهدف استراتيجي للردود الإيرانية.
تعتبر قاعدة العديد الأمريكية في قطر الحصن الاستراتيجي الذي يهدده الرد الإيراني، حيث تقع على بعد 35 كم جنوب غرب الدوحة في منطقة صحراوية محصنة، وتمتد على مساحة 12 كم². تضم القاعدة مدرجين جويين عملاقين بطول 4800 متر لكل منهما، يمكنهما استيعاب قاذفات B-52 وB-1B، وطائرات F-22 وF-35 المتخفية، وطائرات التزود بالوقود KC-135، بالإضافة إلى طائرات التجسس العالمية مثل U-2 وRC-135.
وتضم القاعدة أكثر من 11,000 عسكري ومدني أمريكي، بينهم جنود القوات الجوية الأمريكية ومشغلو الطائرات المسيرة MQ-9 Reaper وفرق الاستخبارات الإلكترونية التابعة لوكالة الأمن القومي والمخابرات المركزية. كما تخزن القاعدة أسلحة متطورة تشمل صواريخ جو-أرض AGM-158 JASSM، والقنابل الذكية JDAMs، وأنظمة دفاع جوي متطورة مثل باتريوت وثاد.
وتلعب القاعدة دوراً استراتيجياً محورياً في المواجهات الإقليمية، حيث تضم مقر القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM التي تدار منها جميع العمليات الأمريكية ضد إيران وحلفائها. كما كانت القاعدة محوراً للضربات الجوية في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى أهداف إيرانية غير معلنة. وتستخدم القاعدة أيضاً كقاعدة رئيسية للتجسس واعتراض الاتصالات الإيرانية ومراقبة تحركات الحرس الثوري.
وتدفع قطر حوالي 8 مليارات دولار سنوياً لصيانة القاعدة التي بنيت بموجب اتفاقية دفاع عام 1992، وجددت سراً بعد الأزمة الخليجية بين 2017-2021. وتعتبر القاعدة ورقة ضغط قطرية مهمة في علاقاتها مع جيرانها، خاصة السعودية والإمارات.
أما عن أسباب استهداف إيران للقاعدة، فتعود إلى قربها الجغرافي من السواحل الإيرانية حيث تبعد حوالي 250 كم فقط، مما يجعلها أقرب من القواعد الأمريكية في البحرين أو الإمارات. كما أن تعطيل القاعدة يشل القدرة الأمريكية على تنفيذ ضربات جوية سريعة، فضلاً عن أن ضربها يرسل رسالة قوية بسقوط ما يسمى “الحصانة الأمريكية” في المنطقة.