الأحمدي يكتب / التغيير من الجذور لا من الوجوه

الجنوب اليوم | مقال

بقلم: عزيز محمد الأحمدي

خلال السنوات الماضية والوضع في اليمن يزداد سوءاً ومع التغييرات التي تحصل في رئاسة الحكومة تتعالى الأصوات بالتفاؤل والأمل وكأن الأزمة تكمن في شخص أو اثنين و يتكرر هذا المشهد مع كل تغيير والخبر نفس الخبر مع مرور الوقت يظهر أن من تمت إقالته كان أفضل ممن خلفه والشواهد على ذلك كثيرة.

التغيير الحقيقي لا يقتصر على الوجوه بل في جذور منظومة متكاملة ، الحكومة اليوم تحتاج إلى مراجعة بشكل كامل وإعادة صياغتها من الأسفل إلى الأعلى مع تجديد الدماء والاعتماد على الكفاءات الوطنية الشابة والاستغناء عن العقول القديمة التي اعتنقت الفساد وترى السلطة غنيمة و مكسب لا مسؤولية.

بن مبارك وقف عاجزاً في الاجتماع مع وزرائه وهم الذين جاؤوا بطريقة المحاصصة التي تعتبر وسيلة من وسائل الفرقة والتشظي لهذا الوطن وتكرس الانقسام بين أبنائه ، في وضع كهذا لا يجب أن تشكل حكومة تحت هذا المسمى والتي تبنى على أسس حزبية و مناطقية وفي نهاية المطاف نجد هذا الوزير يخدم مصالح حزبه لا مصالح وطنه ، إذا كان مجلس القيادة الرئاسي جاد وصادق في نواياه تجاه الوطن فعليه بتغيير الحكومة بشكل كامل وتكليف رئيس الوزراء بتشكيل حكومة كفاءات وطنية همها الأول والأخير خدمة الوطن وتولي اهتماما لهذا الشعب المغلوب على أمره وانتشاله من هذا الوضع وقيادة الوطن إلى بر الأمان.

لكن للأسف الشديد أن التغيير الذي نوى عليه مجلس القيادة الرئاسي تجاه أحمد عوض بن مبارك لم يأتي حرصا من المجلس على الوطن وأبنائه بل كان انتقاما من الرجل الذي ظل مؤديا مهامه في قطع مكامن الفساد ورغم القيود المفروضة عليه من قبل المجلس إلا أنه حاول جاهدا معالجة أوضاع البلاد لكنه اصطدم بمنظومة متكاملة من الفاسدين ، لا جديد شخص بدلاً من آخر مع الإبقاء على جميع الوزراء دون الإقدام على أي تغيير من شأنه معالجة الأوضاع المتدهورة التي تشهدها البلاد