منبر كل الاحرار

اعتراف إسرائيلي جديد بعلاقة “تل أبيب” بجزيرة ميون اليمنية في باب المندب

الجنوب اليوم | تقرير

 

في اعتراف إسرائيلي جديد بعلاقة “تل أبيب” بما يحدث في جزيرة ميون اليمنية على مضيق باب المندب التابع لليمن جنوب البحر الأحمر، أفردت إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية الكبرى اليوم الثلاثاء مساحة في وسيلتها لتناول موضوع جزيرة ميون كاشفة عن معلومات جديدة تتعلق بالدور الإسرائيلي في جنوب البحر الأحمر بما في ذلك ما يحدث في اليمن والجنوب تحديداً.

ونشر موقع “ديبكا” الإخباري وهو أحد أشهر المواقع الإخبارية الإلكترونية الإسرائيلية تقريراً أكد فيه أن الهدف من إنشاء قاعدة عسكرية جوية في جزيرة ميون اليمنية في باب المندب هو “إحكام السيطرة على باب المندب وصولاً إلى قناة السويس المصرية”، ومن المعروف أن إسرائيل تعترف بأن أمنها القومي يشمل أيضاً تواجدها وسيطرتها سواءً المباشرة أو غير المباشرة على الوضع في البوابة الجنوبية للبحر الأحمر باعتبارها البوابة الجنوبية لأمن إسرائيل بحرياً حسب ما يزعم الكيان في أدبياته المنشورة والمصرح علناً بها منذ سبعينيات القرن الماضي ومنذ عهد رئيسة وزراء الكيان السابقة جولدا مائير، وبالطبع فإن المقصود بجنوب البحر الأحمر يُقصد به باب المندب والذي يتطلب السيطرة عليه، السيطرة على جزيرة ميون اليمنية التي جعلها الله هبة لليمن لتكون إما لمنحها موقعاً قوياً في المنطقة بما يعود عليها ذلك الموقع من قوة سياسية على مستوى الإقليم أو قوة اقتصادية بحكم تحكم اليمن بمضيق باب المندب أحد أهم المضائق حول العالم.

الموقع الإسرائيلي ذاته لفت في تقريره إلى حديث المختصين بالشأن العسكري والأمن القومي الإسرائيلي من المسؤولين السابقين الصهاينة والذين أكدوا للموقع الإخباري إن إسرائيل وجيشها يعتبرون هذه القاعدة الجوية التي يتم إنشاؤها في ميون ستغير موازين القوى العسكرية في المنطقة، في إشارة إلى أن إسرائيل مشاركة بشكل غير معلن في ما يجري اليوم في الجزيرة باعتبارها هدفاً ومطمعاً سابقاً لا تزال تسعى تل أبيب لتحقيقه مستغلة أي صراعات أو كبوات سياسية كما حدث خلال السنوات الست الماضية من عمر الحرب على اليمن التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي.

وألمح الموقع إلى أن لإسرائيل دور عسكري في منطقة جنوب البحر الأحمر، وهي إشارة غير مباشرة إلى أن هناك دوراً عسكرياً لإسرائيل لا يزال مجهولاً من ناحية التفاصيل فيما يحدث في اليمن من صراع مسلح، حيث تطرق الموقع إلى إعادة التذكير بالهجوم الإسرائيلي البحري على إحدى السفن الإيرانية التي كانت تقدم الدعم اللوجستي في البحر الأحمر للسفن التجارة الإيرانية التي تعبر المياه الدولية ذهاباً وإياباً بشكل يومي.

ويرى مراقبون يمنيون إن تكرار وسائل الإعلام الإسرائيلية الحديث عن التطورات العسكرية أو السياسية في اليمن، دليل على أن الجانب الإسرائيلي الرسمي مهتم أيضاً باليمن، وهو اهتمام لا يزال حجمه ومستواه غير معروف كما لا تزال التحركات الإسرائيلية في الملف اليمني غير معلنة رسمياً باستثناء ما يتم تسريبه بين فترة وأخرى من قبل الوسائل الإعلامية والصحف الإسرائيلية ذاتها والتي سبق أن كشفت عن دور عسكري تنفذه إسرائيل جنباً إلى جنب مع التحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين الذين يقاتلهم التحالف تحت مبرر أنهم ذراع لإيران، ومن ذلك على سبيل المثال ما ورد من شبه اعترافات من جنرالات عسكرية إسرائيلية متقاعدة لبعض الصحف العبرية الكبرى بصحة التسريبات الغربية بشأن وجود اتفاق سري بين تل أبيب وأبوظبي لإنشاء قاعدة جوية وعسكرية في جزيرة سقطرى بالبحر العربي، بالإضافة لتقارير إعلامية إسرائيلية عديدة عن الشأن اليمني خاصة جنوب اليمن والوضع في الجزر اليمنية والمخاطر التي تتهدد إسرائيل من اليمن، وسبق لمركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن نشر تقريراً سابقاً بشأن الوضع السياسي والعسكري جنوب اليمن قال فيه المركز إن إسرائيل يجب أن تدعم وتقف إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي الذين وصفهم التقرير بأنهم أصدقاء إسرائيل الجدد جنوب اليمن.

اعترافات إسرائيلية سابقة بـ”وجود عسكري في باب المندب للتصدي للحوثيين”

وفي أغسطس من العام 2019 تم الكشف عن اتفاق بين إسرائيل وبعض دول الخليج منها الإمارات بمشاركة عسكرية إسرائيلية في منطقة الخليج ومضيق هرمز وحينها كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى الخليج ولقائه بوزراء خارجية هذه الدول، ومن بعدها تم الإعلان رسمياً عن اتخاذ إسرائيل قرار المشاركة ضمن التحالف الدولي العسكري لحماية الخليج ومضيق هرمز الذي دعت له واشنطن وقالت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها بأنها قررت المشاركة في هذا التواجد العسكري وإرسال بوارج وقوات إلى هناك.

وفي تغطية لقناة الجزيرة القطرية حينها لتصريحات كاتس، استضافت القناة أحد الكتاب والمحللين الإسرائيليين المقربين من مصادر القرار في الكيان الصهيوني والذي اعترف أثناء المقابلة عن وجود عسكري فعلي للقوات الإسرائيلية في باب المندب وقال أن سبب وجود هذه القوات على متن بوارج حربية إسرائيلية هو التصدي للحوثيين.

وقال “الحنان ميلر” المحلل السياسي الإسرائيلي المعروف بقربه من صانعي القرار في تل أبيب، حين سألته مذيعة الجزيرة عن طبيعة التواجد العسكري الإسرائيلي في مضيق هرمز وعما إذا كان هناك تعاون عسكري بين إسرائيل والإمارات، أجاب ميلر بالقول “إسرائيل هي موجودة في باب المندب مع بواخر صاروخية للتصدي للحوثيين في باب المندب ولكن في منطقة مضيق هرمز لا يوجد هناك قوات إسرائيلية ولكن يوجد دور وقدرات إسرائيلية في هرمز في مجال التنصت والاستخبارات ولكن هذا الشيء سري والوزير لم يكشف عن تفاصيل هذه المهام”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com